عندما يبكى الرجال

الدموع هى وسيلة للتعبير عن المشاعر والانفعالات والعواطف، وهى نافذة تخرج منها كل المشاعر الإنسانية التى تنوء بحملها النفس البشرية، فالبكاء دليل على الصحة النفسية، فهل الدموع حكر على المرأة؟ هل بكاء الرجل ضعف؟ هل إذا أطلق الرجل العنان لدموعه سيفقد الكثير من رصيده كرجل؟

التركيبة النفسية للرجل لا تختلف كثيراً عن المرأة، المرأة قد تكون عاطفية أكثر ودموعها أسرع عندما لا تستطيع أن تتحمل موقفا ما تبكى، فدموع المرأة هى سلاحها الذى تستخدمه حين تحتاج إليه، ومشاعر الحزن والأسى لا تفرق بين رجل وامرأة، فهناك مواقف معينة لا يستطيع الرجل أن يتحكم فى انفعالاته خلالها، سواء كانت نتيجة حزن أو فرح، فتنهمر دموعه كتعبير عن مشاعره كإنسان يتأثر ويتفاعل مع الموقف، كفراق عزيز أو فقدانه، والشعور بالندم، والبكاء من خشية الله، فالبكاء نتيجة لحظة انفعالية معينة لا يتعارض مع قوة الرجل، ولا يقلل من قيمته، ولا يضعف من شخصيته.

كلما ارتقى المجتمع كلما ارتقت نظرته، فبكاء الرجل وسيلة للتعبيرعن العاطفة والمشاعر والأحاسيس المرهفة، وكلما قلت درجة الثقافة كلما نظر إلى دموعه على أنها ضعف.

إن عادات وتقاليد المجتمع وحكمه على الرجل الذى يبكى، جعل الكثير من الرجال يخفون دموعهم ويحبسونها، حتى فى أصعب المواقف التى يمرون بها، فقد تربى الولد منذ الصغر على أن البكاء للبنات فقط، والرجل لا يصح أن يبكى، فعزة نفسه تدفعه لإخفاء دموعه،

وكثير من المجتمعات تنظر للرجل على أنه لابد أن يكون قوى كالصخر، لا تتحكم فيه مشاعره وعواطفه، فنظرة المجتمع تشكل عبئاً للرجل، فعقله يرفض فكرة البكاء ومع الوقت يفقد التوازن النفسى المطلوب، فبكاء الرجل يعبر عن حاجته للدعم العاطفى ممن حوله، ليساعدوه على استعادة توازنه وتخلصه من الضغوط النفسية.

للبكاء فوائد صحية أهمها دوره فى تخفيف التوتر العصبى والنفسى الذى يتسبب فى كثير من الأمراض العضوية، كالتهاب القولون العصبى، وارتفاع ضغط الدم، وقرحة المعدة، كما أنه يوسع الرئتين، ويزيد عدد ضربات القلب فيؤدى لتنشيط الدورة الدموية، وينظف العين ويطهرها من الغبار والأتربة والجراثيم.

ومن الناحية النفسية، البكاء نعمة ينفس الإنسان من خلالها عن المشاعر المكبوتة، ويخلص من الإحساس بالقهر، كما أن البكاء يخفف من الشعور بالضغط العصبى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *