منتديات الاميرة يارا

منتديات الاميرة يارا (https://www.yar7.com/vb/index.php)
-   المنتدى الاسلامي العام (https://www.yar7.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره (https://www.yar7.com/vb/showthread.php?t=10377)

نور العيون 07-30-2015 09:26 PM

لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره
 
اسعد الله مسائكم بكل خير..

اقدم لكم الموسوعه او الدليل الشامل لمناسك الحج والعمره مع اسئله واجوبه في الحج
متمنية من الله تعالى ان تحوز على اعجابكم ...

وسيضم هذا الموضوع على المناسك اولا ثم الاسئله والاجوبه

مقدمة


- الحمد لله الذى فرض الحج على عباده ، ليشهدوا منافع لهم فى دينهم ودنياهم ، وليذكروا اسم الله فى أيام معلومات ، والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ، الذي أظهر حكمه وبين شعائره ونسكه ، أما بعد …



- فالحج أحد أعمدة الدين الخمسة ، فرضه الله عز وجل على القادرين مرة واحدة فى العمر يتطهرون به من ذنوبهم ويتعرضون لنفحات ربهم ويظهرون الامتثال التام لأوامر الله عز وجل دون البحث عن حكمة أو علة لما يفعلونه بل هو انقياد تام لمن خلقهم واتباع لمن أرسله .


قال الله تعالى :
( إنّ أَوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِيَن فِيهِ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ مَقَامُ إبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلله عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَن اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإنّ الله غَنِىّ عَن العَالَمِينَ )
( سورة آل عمران : الآيتان : 96 - 97 ) .

وقال تعالى :
( وَأَذِّنْ فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللهِ فِى أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيتِ الْعَتِيقِ )
(سورة الحج : الآيات : 27 – 29 ).


تعريف الحج

- هو قصد البيت الحرام لأداء المناسك استجابة لأمر الله تعالى، وابتغاء مرضاته .

حكم الحج

- هو أحد أركان الإسلام الخمسة ، وفرض من الفرائض المعلومة من الدين بالضرورة ، فمن أنكر وجوبه كفر وارتد عن الإسلام .

متى فرض الحج

- المختار عند جمهور العلماء أنه فرض فى السنة السادسة للهجرة النبوية لأنه نزل فيها قول الله تعالى ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ )
(سورة البقرة ـ الآية 196) .

فضل الحج

- رغب الشارع الحكيم سبحانه وتعالى فى أداء فريضة الحج وهذا بعض ما ورد فى ذلك – عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:
( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم – أى الأعمال أفضل ؟ قال: إيمان بالله ورسوله " قيل : ثم ماذا ؟ قال : جهاد فى سبيل الله " قيل : ثم ماذا ؟ قال : " حج مبرور " .

- والحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم ، وقال الحسن أن يرجع زاهدًا فى الدنيا راغبًا فى الآخرة وروى مرفوعًا – بسند حسن – أن بره إطعام الطعام ، ولين الكلام .

- وعن عائشة رضى الله عنها أنها قالت :
يا رسول الله ، ترى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد : قال : " لكن أفضل الجهاد : حج مبرور " رواه البخارى ومسلم .

- وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " رواه البخارى ومسلم .

والرفث : أى الجماع ومقدماته – والفسوق : أى العصيان – كيوم ولدته أمه : أى بلا ذنب .

- وعن عمرو بن العاص قال : لما جعل الله الإسلام فى قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أبسط يدك لأبايعك. قال فبسط فقبضت يدى فقال مالك يا عمرو ؟ قلت: أشترط ، قال : تشترط ماذا ؟ قلت أن يغفر لى . قال : " أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله ، وأن الهجرة تهدم ما قبلها ، وأن الحج يهدم ما قبله " رواه مسلم

- وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد ، والذهب ، والفضه ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة " رواه النسائى والترمذى وصححه .

- وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" الحجاج والعُمار وفدُ الله ، إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم " رواه ابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان فى صحيحهما ولفظهما " وفد الله ثلاثة : الحاج ، والمعتمر، والغازى "

وعن بريدة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " النفقة فى الحج كالنفقة فى سبيل الله : الدرهم بسبعمائة ضعف " رواه ابن أبى شيبة ، وأحمد والطبرانى والبيهقى.



وجوب الحج مرة واحدة :


- أجمع العلماء على أن الحج لا يتكرر وأنه لا يجب فى العمر إلا مرة واحدة ، إلا أن ينذره الإنسان فيجب الوفاء بالنذر وما زاد فهو تطوع . عن أبى هريرة رضى الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا " فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى

قالها ثلاثًا ، ثم قال صلى الله عليه وسلم :
" لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم " ، ثم قال : " ذروني ما تركتكم ، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " رواه البخارى ومسلم .

شروط وجوب الحج :

- اتفق الفقهاء على أنه يشترط لوجوب الحج الشروط الآتية:

أولاً - الإسلام .

ثانياً - البلوغ .

ثالثاً - العقل .

رابعاً - الحرية .

خامساً - الاستطاعة .

واشترطوا لتحقق الاستطاعة ما يأتى :

أن يكون المكلف صحيح البدن .

أن تكون الطريق آمنة بحيث يأمن الحاج على نفسه وماله.

أن يكون مالكًا للزاد والرحلة .

ألا يوجد ما يمنع الناس من الذهاب إلى الحج ، كالحبس - أي المنع - والخوف من سلطان جائر يمنع الناس منه .هذا ويجب الحج على المرأة كما يجب على الرجل سواءً بسواء إذا استوفت شرائط وجوب الحج التى هى الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والاستطاعة ويزاد على المرأة شرط وهو أن يصحبها زوج أو محرم ، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم ، فقام رجل فقال : يا رسول الله إن امرأتى خرجت حاجة ، وإني اكتتبت فى غزوة كذا كذا " فقال : " انطلق فحج مع امرأتك " رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم

- ويشترط فيمن يحج عن غيره أن يكون قد سبق له الحج عن نفسه ، لما رواه ابن عباس رضى الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول
: " لبيك عن شبرمة ، فقال أحججت عن نفسك ؟ قال : لا . فقال : فحج عن نفسك ثم حج عن شبرمة " رواه أبو داود وابن ماجة.

الحج من مال حرام :

- لا يجوز الحج من مال حرام وإذا فعل ذلك أحد لم يقبل منه وأثم عند الأكثر من العلماء ، وقال البعض يجزئ مع بقاء الإثم والأصح كما قال الإمام أحمد أنه لا يجزئ لما جاء فى الحديث الصحيح :
" إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا " .

- وروى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خرج الحاج حاجًا بنفقة طيبة ووضع رجله فى الغرز ، فنادى لبيك اللهم لبيك ، ناداه منادٍ من السماء : لبيك وسعديك زادك حلال ، وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله فى الغرز ، فنادى لبيك ، ناداه منادٍ من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ، ونفقتك حرام ، وحجك مأزور غير مأجور " قال المنذرى رواه الطبرانى فى الأوسط ورواه الأصبهانى من حديث أسلم مولى عمر بن الخطاب مرسلاً مختصرًا .

أركان العمرة

1- الإحرام

- هو أول مناسك الحج أو العمرة ، وهو ركن ، فلا يتم أحد منهما إلا به .ويقصد به نية أداء الحج أو العمرة ، أو هما معًا ، تقربًا إلى الله تعالى . ويستحب للمحرم أن يتلفظ بالنية ، فيقول مثلاً : "اللهم إنى نويت العمرة أوالحج أو هما معاً فيسرهما لى وتقبلهما منى" - وإذا كان الإحـرام هو أول مناسك الحج والعمرة ، الموجبين لتطهير النفس وغفران ذنبها ، فيستحب للمحرم أن يجدد التوبة لله سبحانه وتعالى ، فيتوب توبة

نصوحًا صادقة ، ويتجرد من شهوات النفس ومتع الدنيا الرخيصة ويتأهب لحياة جديدة فى لباس من التقوى والورع

- ولأن الحج والعمرة عبادتان عظيمتان يجتمع لهما كثير من الناس ، فقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يريد أداءهما أن يقلم أظافـره ويقص شاربه وينتف إبطه ويحلق عانته ، ثم يتوضأ ويغتسل ، ويضع شيئًا من الطيب ، ثم يتجرد من الملابس العادية ويرتدى ثوبى الإحرام وهما أبيضان ناصعان غير مخيطين ، يغطى بالأول نصفه الأسفل ، ويغطى بالآخر نصفه الأعلى .وهذه هى ثياب الرجل ، أما المرأة فتلبس ثيابها المعتادة ولا

تغطى وجهها ولا كفيها .

- ثم يصلى المحرم ركعتين ، ينوى بهما سنة الإحرام ، مستحضرًا فيهما قلبه ، يقرأ فى الأولى بعد الفاتحة سورة

الكافرون ، ويقرأ فى الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص .

- فإذا انتهى من الركعتين بقى على حاله متجهًا إلى القبلة ، وينوى بقلبه ولسانه الحج أو العمرة أو هما معًا ، ثم يلبى فيقول :

" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك "

- ويرفع صـوته بالتلبية دون أن يشوش بها على الآخرين ، ويلتزمها فى غالب أحيانه وأحواله ، معلنا استجابته لله سبحانه وتعالى وإقباله عليه ، رغبة فى ثوابه ورهبة من عقابه ، وإقرارًا بأنه – وحده – صاحب النعم ، لا شريك له .

- ويستمر الحاج فى التلبية من بعد إحرامه إلى أن ينتهى من رمى جمرة العقبة فى يوم النحر ـ أول أيام عيد الأضحى ـ وهو يتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يُلبِّى إلا لبَّى من عن يمينه وعن شماله من حجر أو مدر ـ أى : حصى أو شجر ـ حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا".رواه الترمذى.

مباحات الإحرام

- يباح للمحرم الاغتسال ، وتغيير الرداء والإزار ، وشد حزام على وسطه ليحفظ فيه نقوده ، واستعمال مظلة للوقاية من حرارة الشمس ، وقتل الفواسق الخمس وهى : الغراب ، والحدأة ، والفأرة ، والعقرب ، والكلب العقور . عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن فى الحرم : الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور" .
رواه مسلم والبخارى وزاد "الحية"

- كما يباح للمحرم تغطية الوجه من الغبار أو الرماد ، فعن مجاهد قال : كانوا إذا هاجت الريح غطوا وجوههم وهم محرمون .

- كما يباح لبس الخفين للمرأة وهى محرمة ، لما رواه أبو داود والشافعى عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للنساء فى الخفين .

- كما يباح للمحرم مداواة الجروح والحجامة ، وفقء الدُّمَّل ، ونزع الضرس ، وقطع العِرق ، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ففى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : احتجم النبىّ صلى الله عليه وسلم وهو محرمٌ فى وسط رأسه ، وفى صحيح مسلم عن عثمان رضي الله عنه عن النبىّ صلى الله عليه وسلم :" فى الرجل إذا اشتكى عينيه وهو محرم ضمدهما بالصبر" (أى دواء معين) - كما يباح للمحرم حك الرأس والجسد ،
" فعن عائشة رضى الله عنها أنها سئلت عن المحرم يحك جسده ؟

قالت : نعم ، فليحكه وليُشَدِّد ". رواه البخارى ومسلم ومالك .

- كما يباح للمحرم النظر فى المرآة وشم الريحان ، قال ابن عباس رضى الله عنهما : المحرم يشم الريحان ، وينظر فى المرآة ، ويتداوى بأكل الزيت والسمن . رواه البخارى.

- كما يباح للمحرم الاكتحال بأى كحلٍ إذا رمدت عينه ما لم يكتحل بطيب ، قاله ابن عباس .

- كما يباح للمحرم الخضاب بالحناء فى أى جزء من أجزاء البدن ما عدا الرأس رجلاً كان أو امرأة .

-كما يباح للمحرم صيدُ البحر والأكل منه والتعرض له والإشارة إليه والإعانة على صيده والدلالة عليه ،
قال سبحانه وتعالى :"
أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ".( سورة المائدة - الآية 96 )

محظورات الإحرام

- الجماع ومقدماته كالتقبيل واللمس بشهوة ، وخطاب الرجل المرأة فيما يتعلق بالوطء

- اكتساب السيئات واقتراف المعاصى التى تخرج المحرم عن طاعة الله.

- المخاصمة والجدال مع الرفقاء . ودليل تحريم هذه الأمور الثلاثة قول الله سبحانه وتعالى : "

فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِى الْحَجِّ ".
( سورة البقرة -آية رقم 197).

وعن أبى هريرة أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال :" من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" . رواه البخارى ومسلم.

- لبس المخيط ، كالقميص ، والجبة ، والسراويل ، والعمامة ، والطربوش ، وغير ذلك مما يوضع على الرأس ، ويحرم أيضًا لبس الخف ، والحذاء ، وكذلك الثوب المصبوغ بما له رائحة طيبة ، لما روى ابن عمر رضى الله عنهما أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قـال :" لا يلبس المحرم القميص ، ولا العمامة ، ولا البرنس ، ولا السراويل ، ولا ثوبًا مسّهُ ورْسُُ ، ولا زعفران ، ولا الخفين ، إلا ألا يجد نعلين فليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين". (رواه البخارى ومسلم)

- عقد النكاح لنفسه أو لغيره ، بولاية ، أو وكالة ، ويقع العقد باطلاً ولا تترتب عليه آثاره الشرعية ، لما رواه مسلم عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا يَنكح المحرم ، ولا يُنكح". (رواه الترمذى)

- تقليم الأظافر ، وإزالة الشعر بالحلق أو القص أو بأى طريقة ، سواء أكان شعر الرأس أم غيره ، قال الله تعالى : " وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّه ".
(سورة البقرة – آية رقم 196)

- وضع الطيب فى الثوب أو البدن ، سواء كان رجلاً أم امرأة ، فعن ابن عمر رضى الله عنهما أن عمر وجد ريح طيب معاوية وهو محرم فقال : ارجع فاغسله ، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الحاج الشعث التفل" . (رواه البزار بسند صحيح)

- لبس الثوب مصبوغًا برائحة طيبة ، إلا أن يُغسَل بحيث لا تظهر له رائحة ، فعن نافع مولى ابن عمر رضى الله عنهما أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال : "لا تلبسوا ثوبًا مسه ورْس ، أو زعفران إلا أن يكون غسيلاً يعنى فى الإحرام". رواه ابن عبد البر والطحاوى

- التعرض لصيد البر بالقتل ، أو الذبح ، أو الإشارة إليه ، أو الدلالة عليه ، أو تنفيره ، ويحرم إفساد بيض الحيوان البرى ، أو بيعه وشراؤه ، وحلب لبنه ، قال الله تعالى : " أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا " .
(سورة المائدة – آية رقم 96)

- الأكل من الصيد ، ويحرم على المحرم الأكل من صيد البر الذى صِيدَ من أجله أو بإشارته أو بإعانته عليه .

2-الطواف

هو أول ما يفعله القادم إلى مكة للحج أو العمرة ، إذ يبادر بالذهاب إلى المسجد الحرام ، فيدخله ملبيًا من باب

السلام ـ إن أمكن ـ يكسوه الخشوع والوقار ، مستشعرًا جلال البقعة المباركة ، ويقول عند دخوله :

" أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم . باسم الله ، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، اللهم اغفر لى ذنوبى وافتح لى أبواب رحمتك " إذا ما وقعت عينه على الكعبة المشرفة تضرع إلى الله تعالى بقوله :" اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا ومهابة ، وزد من حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وبرًا ، اللهم أنت السلام ومنك السلام ، فحينا يا ربنا بالسلام " ثم يشرع فى الطواف بالبيت سبعة أشواط ، إلا إذا كانت هناك صلاة مفروضة مقامة فيصليها أولاً ، ثم يبدأ الطواف محاذيًا الحجر الأسود ، فإذا أمكنه تقبيله قبّله ، وإلا أشار إليه وقال :

" بسم الله والله أكبر ، اللهم إيمانًا بك ، وتصديقًا بكتابك ، ووفاءً بعهدك ، واتباعًا لسنة النبىّ صلى الله عليه وسلم " ويستحب للطائف أن يسرع فى الأشواط الثلاثة الأولى ـ وهو ما يسمى بالرمل ـ ويمشى مشيًا عاديًا فى الأشواط الأربعة الباقية ، وفى كل مرة يبدأ عند الحجر الأسود وينتهى عنده ، ويقبله إن أمكنه ذلك دون مزاحمة ، ويجوز الطواف عن طريق المشى أو الركوب . ويشترط لصحة الطواف الطهارة من الحدثين الأصغر

والأكبر . ويسن للطائف طواف القدوم الاضطباع ، وهو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسركما يسن صلاة ركعتين ـ بعد الطواف ـ عند مقام إبراهيم ، يقرأ فى الأولى الفاتحة وسورة الكافرون ، وفى الثانية يقرأ الفاتحة وسورة الإخلاص .

الشرب من ماء زمزم يستحب للمحرم بعد الفراغ من الطواف أن يشرب من ماء زمزم ، فقد ثبت فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم ، وأنه قال :" إنها مباركة ، إنها طعام

طعم وشفاء سُقْم" .

ويسن أن ينوى عند الشـرب منه الشفاء ونحوه مما هو خير فى الدين والدنيا ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ماء زمزم لما شرب له " وأن يشرب على ثلاثة أنفاس ، وأن يستقبل القبلة ، وأن يتضلع منه ، وأن يحمد الله ، وأن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة. ولا بأس بنقل ماء زمزم إلى بلد آخر ، لحديث عائشة رضى الله عنها" أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله". (أخرجه البيهقى والحاكم وصححه.) استحباب دخول الكعبة وحجر إسماعيل يستحب دخول الكعبة والصلاة فيها ، عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ، هو وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة ، فأغلقوا عليهم ، فلما فتحوا أخبرنى بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى

فى جوف الكعبة بين العمودين اليمانيين .
(رواه البخارى ومسلم)

ودخول الكعبة والصلاة فيها سنة وليس من مناسك الحج ، ومن لم يتمكن من دخـول الكعبة يستحب له الدخول فى حجر إسماعيل والصلاة فيه ، فإنه جزء من الكعبة .

3-السعى

-السعى بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة ، عند جمهور العلماء ، فلا يصحان إلا به ، فبعد الفراغ من طواف القدوم يذهب الحاج أو المعتمر إلى الصفا ، فيرقى عليه مستقبلاً القبلة ، حتى يرى البيت الحرام ، ويهلل ويكبر ويدعو بما شاء .

- يبدأ سعيه من الصفا ، ماشيًا مشيًا معتادًا إلى الميل الأخضر الأول فيسرع فى مشيه إلى أن يصل إلى الميل

الثانى فيعاود المشى المعتاد إلى المروة ، ويصعد عليها ويستقبل القبلة ويهلل ويكبر ويدعو بما شاء ، وبذا يكون قد سعى شوطًا كاملاً . ثم يكمل السعى سبعة أشواط كاملة .

- ويستحب للساعى أن يكون طاهرًا من الحدثين الأصغر والأكبر ، طاهر الثياب ، ساترًا للعورة ، مكثرًا من الذكر والدعاء أثناء السعى ، تاركًا لكل ما يشغله عن ذكر الله ، متذكرًا السيدة هاجر عليها السلام حينما كانت تسعى بين الجبلين فى صحراء قفر ، تطلب الماء رحمة بابنها ، ولذلك فالساعى يسعى ليشرب من الكأس التى يشرب بها الأبرار فى جنات النعيم ، وليمتلئ قلبه بالرحمة للعالمين .

4-الحلق أو التقصير

- الحلق والتقصير ثابتان بالكتاب والسنة والإجماع ، قال الله تعالى :
" لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ "
(سورة الفتح آية رقم 27)

- وروى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"رحم الله المحلقين. قالوا : يا رسول الله والمقصرين ؟ فقال : رحم الله المحلقين. قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قـال : رحم الله المحلقين. قالوا : يا رسول الله والمقصرين ؟ قال :
والمقصرين"« . والمقصود بالحلق إزالة شعر الرأس بالموسى ونحوه ، أو بالنتف ، ولو اقتصر على ثلاث شعرات جاز .

- والمراد بالتقصير أن يأخذ من شعر الرأس قدر الأنملة ، إلا أن الحلق أفضـل من التقصير كما سبق عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد اختلف فى حكمه هل هو ركن أو واجب، والأكثر أنه واجب يجبر تركه بدم . وقت الحلق :



وقته فى العمرة بعد أن يفـرغ من السعى بين الصفا والمروة ، ولمن معه هدى بعد ذبحه ، ووقته للحاج بعد رمى جمرة العقبة يوم النحر ، فإذا كان معه هدى حلق بعد الذبح .


ما يستحب فى الحلق :

- يستحب فى الحلق أن يبدأ بالشق الأيمن ثم الأيسر ، وأن يستقبل القبلة ويكبر ويصلى بعد الفراغ منه .

- يستحب لمن حلق شعره أو قصره ، أن يأخذ من شاربه ، وأن يقلم أظافره ، فقد كان ابن عمر رضى الله عنهما إذا حلق فى حج أو عمرة ، أخذ من لحيته وشاربه ، وقال ابن المنذر : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق رأسه ، قلم أظافره .

- تُؤمرُ المرأة بتقصير شعرها ، وتُنهى عن الحلق ، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليس على النساء حلق ، وإنما على النساء التقصير". رواه أبو داود وغيره وحسنه الحافظ.

وذلك لأن الحلق فى حقهن مُثلة بهن . وتأخذ المرأة من شعرها عند التقصير قدر أنملة .

نور العيون 07-30-2015 09:27 PM

رد: لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره
 
أركان الحج

1- الإحرام

- هو أول مناسك الحج أو العمرة ، وهو ركن ، فلا يتم أحد منهما إلا به .ويقصد به نية أداء الحج أو العمرة ، أو هما معًا ، تقربًا إلى الله تعالى . ويستحب للمحرم أن يتلفظ بالنية ، فيقول مثلاً :

"اللهم إنى نويت العمرة أوالحج أو هما معاً فيسرهما لى وتقبلهما منى"



وإذا كان الإحـرام هو أول مناسك الحج والعمرة ، الموجبين لتطهير النفس وغفران ذنبها ، فيستحب


للمحرم أن يجدد التوبة لله سبحانه وتعالى ، فيتوب توبة نصوحًا صادقة ، ويتجرد من شهوات النفس ومتع الدنيا الرخيصة ويتأهب لحياة جديدة فى لباس من التقوى والورع.



ولأن الحج والعمرة عبادتان عظيمتان يجتمع لهما كثير من الناس ، فقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يريد أداءهما أن يقلم أظافـره ويقص شاربه وينتف إبطه ويحلق عانته ، ثم يتوضأ ويغتسل ، ويضع شيئًا من الطيب ، ثم يتجرد من الملابس العادية ويرتدى ثوبى الإحرام وهما أبيضان ناصعان غير مخيطين ، يغطى بالأول نصفه الأسفل ، ويغطى بالآخر نصفه الأعلى .



وهذه هى ثياب الرجل ، أما المرأة فتلبس ثيابها المعتادة ولاتغطى وجهها ولا كفيها .


- ثم يصلى المحرم ركعتين ، ينوى بهما سنة الإحرام ، مستحضرًا فيهما قلبه ، يقرأ فى الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون ، ويقرأ فى الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص .

- فإذا انتهى من الركعتين بقى على حاله متجهًا إلى القبلة ، وينوى بقلبه ولسانه الحج أو العمرة أو هما معًا ، ثم يلبى فيقول : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك "

- ويرفع صـوته بالتلبية دون أن يشوش بها على الآخرين ، ويلتزمها فى غالب أحيانه وأحواله ، معلنا استجابته لله سبحانه وتعالى وإقباله عليه ، رغبة فى ثوابه ورهبة من عقابه ، وإقرارًا بأنه – وحده – صاحب النعم ، لا شريك له .

- ويستمر الحاج فى التلبية من بعد إحرامه إلى أن ينتهى من رمى جمرة العقبة فى يوم النحر ـ أول أيام عيد الأضحى ـ وهو يتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يُلبِّى إلا لبَّى من عن يمينه وعن شماله من حجر أو مدر ـ أى : حصى أو شجر ـ حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا" .رواه الترمذى.

مباحات الإحرام

- يباح للمحرم الاغتسال ، وتغيير الرداء والإزار ، وشد حزام على وسطه ليحفظ فيه نقوده ، واستعمال مظلة للوقاية من حرارة الشمس ، وقتل الفواسق الخمس وهى : الغراب ، والحدأة ، والفأرة ، والعقرب ، والكلب العقور . عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن فى الحرم : الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور" . رواه

مسلم والبخارى وزاد "الحية"

- كما يباح للمحرم تغطية الوجه من الغبار أو الرماد ، فعن مجاهد قال : كانوا إذا هاجت الريح غطوا وجوههم وهم محرمون .

- كما يباح لبس الخفين للمرأة وهى محرمة ، لما رواه أبو داود والشافعى عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للنساء فى الخفين .

- كما يباح للمحرم مداواة الجروح والحجامة ، وفقء الدُّمَّل ، ونزع الضرس ، وقطع العِرق ، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ففى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : احتجم النبىّ صلى الله عليه وسلم وهو محرمٌ فى وسط رأسه ، وفى صحيح مسلم عن عثمان رضي الله عنه عن النبىّ صلى الله عليه وسلم :" فى الرجل إذا اشتكى عينيه وهو محرم ضمدهما بالصبر" (أى دواء معين)

كما يباح للمحرم حك الرأس والجسد ،" فعن عائشة رضى الله عنها أنها سئلت عن المحرم يحك جسده ؟


قالت : نعم ، فليحكه وليُشَدِّد ". رواه البخارى ومسلم ومالك .

- كما يباح للمحرم النظر فى المرآة وشم الريحان ، قال ابن عباس رضى الله عنهما : المحرم يشم الريحان ، وينظر فى المرآة ، ويتداوى بأكل الزيت والسمن . رواه البخارى.

- كما يباح للمحرم الاكتحال بأى كحلٍ إذا رمدت عينه ما لم يكتحل بطيب ، قاله ابن عباس .

- كما يباح للمحرم الخضاب بالحناء فى أى جزء من أجزاء البدن ما عدا الرأس رجلاً كان أو امرأة .

-كما يباح للمحرم صيدُ البحر والأكل منه والتعرض له والإشارة إليه والإعانة على صيده والدلالة عليه ، قال سبحانه وتعالى
" أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ".( سورة المائدة - الآية 96

محظورات الإحرام

- الجماع ومقدماته كالتقبيل واللمس بشهوة ، وخطاب الرجل المرأة فيما يتعلق بالوطء

- اكتساب السيئات واقتراف المعاصى التى تخرج المحرم عن طاعة الله.

- المخاصمة والجدال مع الرفقاء . ودليل تحريم هذه الأمور الثلاثة قول الله سبحانه وتعالى : "

فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِى الْحَجِّ ".
( سورة البقرة -آية رقم 197).

وعن أبى هريرة أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال :" من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" . رواه البخارى ومسلم.

- لبس المخيط ، كالقميص ، والجبة ، والسراويل ، والعمامة ، والطربوش ، وغير ذلك مما يوضع على الرأس ، ويحرم أيضًا لبس الخف ، والحذاء ، وكذلك الثوب المصبوغ بما له رائحة طيبة ، لما روى ابن عمر رضى الله عنهما أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قـال :" لا يلبس المحرم القميص ، ولا العمامة ، ولا البرنس ، ولا السراويل ، ولا ثوبًا مسّهُ ورْسُُ ، ولا زعفران ، ولا الخفين ، إلا ألا يجد نعلين فليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين". (رواه البخارى ومسلم)

عقد النكاح لنفسه أو لغيره ، بولاية ، أو وكالة ، ويقع العقد باطلاً ولا تترتب عليه آثاره الشرعية ، لما رواه مسلم عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :


"لا يَنكح المحرم ، ولا يُنكح". (رواه الترمذى)

- تقليم الأظافر ، وإزالة الشعر بالحلق أو القص أو بأى طريقة ، سواء أكان شعر الرأس أم غيره ، قال الله تعالى : " وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّه ".
(سورة البقرة – آية رقم 196)

- وضع الطيب فى الثوب أو البدن ، سواء كان رجلاً أم امرأة ، فعن ابن عمر رضى الله عنهما أن عمر وجد ريح طيب معاوية وهو محرم فقال : ارجع فاغسله ، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الحاج الشعث التفل" . (رواه البزار بسند صحيح)

- لبس الثوب مصبوغًا برائحة طيبة ، إلا أن يُغسَل بحيث لا تظهر له رائحة ، فعن نافع مولى ابن عمر رضى الله عنهما أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال : "لا تلبسوا ثوبًا مسه ورْس ، أو زعفران إلا أن يكون غسيلاً يعنى فى الإحرام". رواه ابن عبد البر والطحاوى

- التعرض لصيد البر بالقتل ، أو الذبح ، أو الإشارة إليه ، أو الدلالة عليه ، أو تنفيره ، ويحرم إفساد بيض الحيوان البرى ، أو بيعه وشراؤه ، وحلب لبنه ،
قال الله تعالى :
" أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا " . (سورة المائدة – آية رقم 96)

- الأكل من الصيد ، ويحرم على المحرم الأكل من صيد البر الذى صِيدَ من أجله أو بإشارته أو بإعانته عليه .

2-الطواف

هو أول ما يفعله القادم إلى مكة للحج أو العمرة ، إذيبادر بالذهاب إلى المسجد الحرام ، فيدخله ملبيًا من باب

السلام ـ إن أمكن ـ يكسوه الخشوع والوقار ، مستشعرًا جلال البقعة المباركة ، ويقول عند دخوله :

" أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم . باسم الله ، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، اللهم اغفر لى ذنوبى وافتح لى أبواب رحمتك " إذا ما وقعت عينه على الكعبة المشرفة تضرع إلى الله تعالى بقوله :" اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا ومهابة ، وزد من حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وبرًا ، اللهم أنت السلام ومنك السلام ، فحينا يا ربنا بالسلام " ثم يشرع فى الطواف بالبيت سبعة أشواط ، إلا إذا كانت هناك صلاة مفروضة مقامة فيصليها أولاً ، ثم يبدأ الطواف محاذيًا الحجر الأسود ، فإذا أمكنه تقبيله قبّله ، وإلا أشار إليه وقال : " بسم الله والله أكبر ، اللهم إيمانًا بك ، وتصديقًا بكتابك ، ووفاءً بعهدك ، واتباعًا لسنة النبىّ صلى الله عليه وسلم " ويستحب للطائف أن يسرع فى الأشواط الثلاثة الأولى ـ وهو ما يسمى بالرمل ـ ويمشى مشيًا عاديًا فى الأشواط الأربعة الباقية ، وفى كل مرة يبدأ عند الحجر الأسود وينتهى عنده ، ويقبله إن أمكنه ذلك دون مزاحمة ، ويجوز الطواف عن طريق المشى أو الركوب .

ويشترط لصحة الطواف الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر . ويسن للطائف طواف القدوم الاضطباع ، وهو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسركما يسن صلاة ركعتين ـ بعد الطواف ـ عند مقام إبراهيم ، يقرأ فى الأولى الفاتحة وسورة الكافرون ، وفى الثانية يقرأ الفاتحة وسورة الإخلاص .

الشرب من ماء زمزم يستحب للمحرم بعد الفراغ من الطواف أن يشرب من ماء زمزم ، فقد ثبت فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم ، وأنه قال :" إنها مباركة ، إنها طعام

طعم وشفاء سُقْم" .

ويسن أن ينوى عند الشـرب منه الشفاء ونحوه مما هو خير فى الدين والدنيا ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ماء زمزم لما شرب له " وأن يشرب على ثلاثة أنفاس ، وأن يستقبل القبلة ، وأن يتضلع منه ، وأن يحمد الله ، وأن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.

ولا بأس بنقل ماء زمزم إلى بلد آخر ، لحديث عائشة رضى الله عنها" أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله". (أخرجه البيهقى والحاكموصححه.)

استحباب دخول الكعبة وحجر إسماعيل

يستحب دخول الكعبة والصلاة فيها ، عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ، هو وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة ، فأغلقوا عليهم ، فلما فتحوا أخبرنى بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فى جوف الكعبة بين العمودين اليمانيين . (رواه البخارى ومسلم)

ودخول الكعبة والصلاة فيها سنة وليس من مناسك الحج ، ومن لم يتمكن من دخـول الكعبة يستحب له الدخول فى حجر إسماعيل والصلاة فيه ، فإنه جزء من الكعبة .

3-السعى

-السعى بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة ، عند جمهور العلماء ، فلا يصحان إلا به ، فبعد الفراغ من طواف القدوم يذهب الحاج أو المعتمر إلى الصفا ، فيرقى عليه مستقبلاً القبلة ، حتى يرى البيت الحرام ، ويهلل ويكبر ويدعو بما شاء .

- يبدأ سعيه من الصفا ، ماشيًا مشيًا معتادًا إلى الميل الأخضر الأول فيسرع فى مشيه إلى أن يصل إلى الميل

الثانى فيعاود المشى المعتاد إلى المروة ، ويصعد عليها ويستقبل القبلة ويهلل ويكبر ويدعو بما شاء ، وبذا يكون قد سعى شوطًا كاملاً . ثم يكمل السعى سبعة أشواط كاملة .

- ويستحب للساعى أن يكون طاهرًا من الحدثين الأصغر والأكبر ، طاهر الثياب ، ساترًا للعورة ، مكثرًا من الذكر والدعاء أثناء السعى ، تاركًا لكل ما يشغله عن ذكر الله ، متذكرًا السيدة هاجر عليها السلام حينما كانت تسعى بين الجبلين فى صحراء قفر ، تطلب الماء رحمة بابنها ، ولذلك فالساعى يسعى ليشرب من الكأس التى يشرب بها الأبرار فى جنات النعيم ، وليمتلئ قلبه بالرحمة للعالمين .

4-الحلق أو التقصير

- الحلق والتقصير ثابتان بالكتاب والسنة والإجماع ،
قال الله تعالى :
" لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ "
(سورة الفتح آية رقم 27)

- وروى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"رحم الله المحلقين. قالوا : يا رسول الله والمقصرين ؟ فقال : رحم الله المحلقين. قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قـال : رحم الله المحلقين.
قالوا : يا رسول الله والمقصرين ؟
قال : والمقصرين"« . والمقصود بالحلق إزالة شعر الرأس بالموسى ونحوه ، أو بالنتف ، ولو اقتصر على ثلاث شعرات جاز .

- والمراد بالتقصير أن يأخذ من شعر الرأس قدر الأنملة ، إلا أن الحلق أفضـل من التقصير كما سبق عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد اختلف فى حكمه هل هو ركن أو واجب، والأكثر أنه واجب يجبر تركه بدم . وقت الحلق :

- وقته فى العمرة بعد أن يفـرغ من السعى بين الصفا والمروة ، ولمن معه هدى بعد ذبحه ، ووقته للحاج بعد رمى جمرة العقبة يوم النحر ، فإذا كان معه هدى حلق بعد الذبح . ما يستحب فى الحلق :

- يستحب فى الحلق أن يبدأ بالشق الأيمن ثم الأيسر ، وأن يستقبل القبلة ويكبر ويصلى بعد الفراغ منه .

- يستحب لمن حلق شعره أو قصره ، أن يأخذ من شاربه ، وأن يقلم أظافره ، فقد كان ابن عمر رضى الله عنهما إذا حلق فى حج أو عمرة ، أخذ من لحيته وشاربه ، وقال ابن المنذر : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق رأسه ، قلم أظافره .

- تُؤمرُ المرأة بتقصير شعرها ، وتُنهى عن الحلق ، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليس على النساء حلق ، وإنما على النساء التقصير". رواه أبو داود وغيره وحسنه الحافظ.

وذلك لأن الحلق فى حقهن مُثلة بهن . وتأخذ المرأة من شعرها عند التقصير قدر أنملة .

5-أعمال يوم التروية

- يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذى الحجة ، وسمى بهذا الاسم لأن الفقهاء يروون للناس فيه مناسك الحج

ويعلمونهم إياها ، أو سُمّى بذلك لأن الحجاج فى هذا اليوم يرتوون بالماء ويجمعونه بمنى .

- ومن السنة أن يتوجه الحاج فى هذا اليوم إلى منى ، فإن كان الحاج مفردًا ، أو قارنًا ، ذهب إليها بإحرامه ، لأن كلاً منهما منذ أن أحرم لا يجوز له التحلل منه إلا فى يوم النحر.

- وإن كان متمتعًا ، أحرم بالحج من الموضع الذى هو موجود به ، فإن كان موجودًا بمكة أحرم منها ، وإن كان موجودًا فى غيرها أحرم من مكانه ما دام داخل المواقيت المكانية .

- ويستحب الإكثار من التضرع إلى الله تعالى بالدعاء ، كما يستحب الإكثار من التلبية ، ومن ذكره تعالى عند التوجه إلى منى ، وعند وجوده بها .

- وعندما يصل الحاج إلى منى فى يوم الثامن من ذى الحجة يصلى فيها صلاة الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، ثم يبيت فيها ، ويصلى صلاة الفجر ، ولا يغادرها إلا بعد بزوغ شمس يوم التاسع وهو يوم عرفة ، فهذا هو المأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم ، فإن ترك الحاج شيئًا من ذلك ، فقد ترك السنة ، ولكن ليس عليه دم ؛ فقد ذكروا أن السيدة عائشة رضى الله عنها لم تخـرج من مكة فى يوم التروية حتى دخل الليل .

رواه ابن المنذر

- والتحقيق أنه يكره للحاج البقاء فى مكة يوم التروية ، إلا إذا كان هناك عذر حال بينه وبين الخروج منها .

6-أعمال يوم عرفة

– يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذى الحجة ، فإذا ما طلعت شمسه يسن التوجه من منى إلى عرفات ، مع التهليل والتكبيروالتلبية.

- وقد أجمع العلماء على أن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأكبر، ففى الحديث الشريف :" الحج عرفة " (رواه أحمد )، فمن فاته هذا الركن بطل حجه ، وعليه إعادته فى عام آخر إذا كان حج فريضة ، أما إذا كان الحج تطوعًا فليس عليه القضاء .

– وقد وردت أحاديث متعددة فى فضل هذا اليوم ، منها : ما جاء عن أنس بن مالك رضى الله عنه قـال : "وقف النبىّ صلى الله عليه و سلم بعرفات ، وقد كادت الشمس أن تئوب – أى تميل نحو الغروب – فقال : يا بلال أنصت لى الناس « فقام بلال فقال : أيها الناس ، أنصتوا إلى رسول الله صلى

الله عليه و سلم ، فسكت الناس ، فقال صلى الله عليه و سلم:

أيها الناس ، أتانى جبريل عليه السلام آنفًا ، فأقرأنى من ربى السلام وقال : إن الله تعالى غفر لأهل المشعر" أى المزدلفة" وضمن عنهم التبعات" .

فقام عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال : يا رسول الله هذا لنا خاصة ؟ فقال صلى الله عليه و سلم:" هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة" « فقال عمر رضى الله عنه : كثر خير الله وطاب . (رواه ابن المبارك) .

- وما روى عن جابر رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: » "مامن أيام عند الله أفضل من عشر ذى الحجة

فقال رجل: هنّ أفضل من عدتهنّ جهادًا فى سبيل الله ، قال :هنّ أفضل من عدتهن جهادًا فى سبيل الله ، وما من يوم أفضل من يوم عرفة، ينزل الله تبارك وتعـالى إلى السماء الدنيا ، فيباهى بأهـل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا إلى عبادى جاءوا شعثًا غبرًا ضاحين ، جاءوا من كل فج عميق ، يرجون رحمتى ولم يروا عذابى ، فلم يُر يوم أكثر عتيقًا من يوم عرفة"«(رواه ابن حبان) .

- وعن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة ، فإنه ليدنو تعالى ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء ؟" (رواه مسلم) .

- وعن أبى الدرداء رضى الله عنه أن النبىّصلى الله عليه وسلم قـال : "»ما رؤى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أغيظ منه فى يوم عرفة ، وما ذاك إلا مما يرى من تَنزُّلِ الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر«قيل : وما رأى يوم بدر يا رسول الله ؟ قال : أما إنه رأى جبريل يزيح الملائكة" (رواه مالك).

- ووقت الوقوف بعرفة ، يبدأ من زوال شمس يوم التاسع من ذى الحجة ، ويمتد إلى فجر يوم النحر ، وهو اليوم العاشر من ذى الحجة ، ويكفى الوقوف فى أى جزء من هذا الوقت ليلاً أو نهارًا ، إلا إذا وقف بالنهار ، فيجب عليه أن يبقى بعرفات إلى ما بعد غروب الشمس، أما إذا وقف بالليل فلا يجب عليه شىء .

-والمراد بالوقوف بعرفات : الوجود فى هذا المكان والحضورإليه.

- ومن الأمور التى تستحب قبل الوقوف بعرفة ، الاغتسال ، لوجود الإنسان فى مكان عام وفى عبادة من أشرف العبادات .

- كما يستحب له أن يبقى على وضوء مدة وجوده بعرفة .

- ويكفى أن يقف الشخص فى أى مكان من عرفة ، إلا بطن عُرَنَة وهو مكان يقع فى الجهة الغربية من عرفة–وفى الحديث الشريف: " عرفة كلها موقف ، وارتفعوا عن بطن عُرَنَة " (موطأ مالك) .

- ومن السنة ، أن يجعل الحاج جانبًا من وقوفه قرب جبل الرحمة ، عند الصخرات الكبار المفروشة فى أسفل الجبل ، لأن ذلك مكان وقوف النبىّ صلى الله عليه و سلم .

- ومن السنة كذلك ، أن يجمع الحاج فى يوم عرفة مع الإمام بين صلاتى الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين ، فقد روى عن جابر بن عبد الله فى شأن حجة رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :"... ... وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنَمِرَة ، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس وخطب الناس وقال : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحـرمة يومكم هذا ، فى شهركم هذا ، فى بلدكم هذا … ثم أذن ، ثم أقام ، فصلى الظهر ، ثم أقام ، فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئًا" . (رواه مسلم) .

- ويستحب الإكثار فى هذا اليوم المبارك من الدعاء الجامع لألوان الخير ومن ذكر الله تعالى فإن الدعاء فى هذا اليوم الأغر ، جدير أن يستجاب ، متى صدر من لسان صادق ومن قلب عامر بالإيمان والتقوى .

- فعن أسامة بن زيد رضى الله عنه قال :" كنت ردف النبى صلى الله عليه وسلم بعرفات ، فرفع يديه يدعو" (رواه النسائى) .

وروى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان أكثر دعاء النبى صلى الله عليه وسلم يوم عرفة :" لا إله إلا الله وحـده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، بيده الخير ، وهو على كل شىء قدير" (رواه أحمد والترمذى) .

وفى رواية أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله سبحانه وتعالى بقوله :" اللهم اجعل فى بصـرى نورًا ، وفى سمعى نورًا ، وفى قلبى نورًا ، اللهم اشرح لى صدرى ، ويسر لى أمرى ، اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر"« . صيام يوم عرفة :

- ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أفطر يوم عرفة أثناء حجه وأنه قال:" إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب"«.(رواه الخمسة إلا ابن ماجه وصححه الترمذى) .

- وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفات ، وقد استدل أكثر أهل العلم بهذه الأحاديث على استحباب الإفطار يوم عرفة للحاج ، ليتقوى على الدعاء والذكر .

- أما غير الحجيج ، فيستحب لهم صيام يوم عرفة .فقد روى عن أبى قتادة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ، وصوم يوم عاشوراء ، يكفر سنة ماضية" . (رواه الجماعة إلا البخارىّ والترمذىّ) .

7-الوقوف بمزدلفة

- وبعد أن تغرب شمس يوم عرفة يفيض الحجاج إلى المزدلفة بسكينة وخشوع ، ذاكرين الله تعالى ملبين

ومهللين ، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى المزدلفة بعد غروب شمس يوم عرفات ، وجعل يقول :" أيها الناس عليكم بالسكينة ، فإن البر ليس بالإبضاع".(أى الإسراع) .رواه البخارى.

- وفى المزدلفة ، يؤدى الحجيج صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم يجمعون سبعين حصاة لرمى الجمرات ، ويجمعها الحجاج من طريقهم أو من المزدلفة ، وهى حصوات صغيرة فى حجم الفولة .

وينتظر الحجيج فى المزدلفة حتى طلوع فجر يوم النحر ، فيصلون الفجر ثم يتوجهون إلى منى قبل طلوع الشمس ، ليرموا جمرة العقبة الكبرى ، ويحلقون أو يقصرون وينحرون الهدى .

- وأفضل مكان للوقوف بمزدلفة هو عند المشعر الحرام ، لوقوفه صلى الله عليه وسلم عنده .

8-رمى الجمار

- وبعد أن يصل الحجيج من مزدلفة إلى منى ( يوم النحر ) يبدأون برمى جمرة العقبة الكبرى ـ وهى القريبة من مكة ـ بسبع حصيات ، وأفضل وقت للرمى ضحى يوم النحر .

- وفى أول أيام التشريق ( ثانى أيام العيد ) يرمى الحاج إحدى وعشرين حصاة موزعة على الجمرات الثلاث ، بحيث تُرْمَى كل جمرة منها بسبع حصيات ، يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى .

- وكذلك فى اليوم الثانى واليوم الثالث من أيام التشريق ، وبذلك يكون قد رمى سبعين حصاة ، وذلك لمن تأخر ، ويجوز للحاج أن يعجل فيرمى فى أول وثانى أيام التشريق فقط وبذا يكون قد رمى تسعة وأربعين حصاة

- ويكون الرمى فى أيام التشريق بعد الزوال .

- ورمى الجمار واجب يجب بتركه دم ، سواء ترك رمى يوم أو ترك الرمى كله .

- والجمرات وإن كانت عبارة عن حجارة ترمز للشيطان فإن فى رميها إظهارًا للامتثال والانقياد لأوامر الله تعالى ، وقوة اليقين به دون البحث عن الحكمة .

- كما أن فى رمى الجمرات تهذيباً للنفس وترويضها لعدم سماع همزات الشيطان ووسوسته ، وبذلك ينهى الحاج المناسك بقتل الشر ، حتى لا يتسلل إلى نفسه مرة أخرى .

9-ذبح الهَدْى

- بعد أن يرمى الحاج جمرة العقبة يوم النحر يقوم بذبح الهدى ، إن كان مقرنًا أو متمتعًا ، فهو واجب عليه فى هاتين الحالتين ، وإن كان قد أفرد بالحج فلا يجب عليه هدى ، ولو فعله تطوعًا أثيب عليه .

- ويشترط فى الهدى أن يكون من الإبل أو البقر أو الغنم أو الماعز ، وأن يكون سليمًا من العيوب .

- ويجزئ الجملُ أو البقرة عن سبعة ، أما الكبش من الغنم أو الجدى من الماعز فلا يجزئ إلا عن واحد فقط .

- ومكان الذبح منى أو مكة ، ويبدأ الذبح من بعد صلاة العيد ، ويستحب للحاج أن يذبح هديه بنفسه .

- ويجوز الأكل من الهدى لصاحبه ، ويُفَضَّل ألا يتجاوز الآكل مقدار الثلث من الهدى ، وإهداء الثلث والتصدقُ بالثلث .

- أما الهدى الذى يذبح لترك واجب أو ارتكاب محظور فلا يجوز الأكل أو الإهداء منه ، وإنما يجب التصدق به كلِّه .

يتبع .....................

نور العيون 07-30-2015 09:28 PM

رد: لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره
 
10-طواف الإفاضة

- طـواف الإفاضـة ركن من أركان الحج ، وبه يحـل للحاج كل شىء حتى الجماع ،
قال تعالى : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق ).
(سورة الحج – آية رقم 29) .

- وطواف الإفاضة ، سبعة أشواط كطواف القدوم ، غير أنه لا رَمَل فيه ولا اضطباع .

- ويبدأ وقت طواف الإفاضة من فجر يوم النحر ، وأفضلُ وقت له هو وقت الضحى من يوم النحر.

- ويشترط لصحة طواف الإفاضة الطهارةُ من الحدثين الأصغروالأكبر ، وسَتْرُ العورة ، والنية .

11-السعى

- بعد أن يطوف الحاج المتمتع طواف الإفاضة عليه أن يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ، أما الحاج المقرن أو المفرد فليس عليه ذلك إذا سعى بعد طواف القدوم .

وصفة السعى :

- أن يخرج الحاج إلى الصفا من بابه ، فيأتى الصفا فيرقى عليه حتى يرى الكعبة ، ثم يستقبلها فيكبر الله تعالى ،

ويهلله ، ويدعو بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم وما أحب من خير الدنيا والآخرة ، ثم ينحدر من الصفا فيمشى حتى يأتى العَلَم الذى فى بطن الوادى ، فيرمل من العلَم إلى العلَم ، ثم يمشى حتى يأتى المروة فيقف عليها ويقول كما قال على الصفا ، وما دعا به أجزأه ، ثم ينزل ماشيًا إلى العلم ، ثم يرمل حتى يأتى العلم ، يفعل ذلك سبع مرات ، يحتسب بالذهاب سعية وبالرجوع سعية ، يفتتح بالصفا ويختم بالمروة .

12-الحلق أو التقصير

- الحلق والتقصير ثابتان بالكتاب والسنة والإجماع ،
قال الله تعالى :
" لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ" .
(سورة الفتح – آية رقم 27)

- وروى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" رحم الله المحلقين قالوا : يا رسول الله والمقصرين ؟ فقال : رحم الله المحلقين « قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قـال : رحم الله المحلقين قالوا : يا رسول الله والمقصرين ؟ قال : والمقصرين" .

والمقصود بالحلق إزالة شعر الرأس بالموسى ونحوه ، أو بالنتف ، ولو اقتصر على ثلاث شعرات جاز .

والمراد بالتقصير أن يأخذ من شعر الرأس قدر الأنملة ، إلا أن الحلق أفضـل من التقصير كما سبق عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم . - وقد اختلف فى حكمه هل هو ركن أو واجب، والأكثر أنه واجب يجبر تركه بدم .وقت الحلق :

- وقته فى العمرة بعد أن يفـرغ من السعى بين الصفا والمروة ، ولمن معه هدى بعد ذبحه ، ووقته للحاج بعد رمى جمرة العقبة يوم النحر ، فإذا كان معه هدى حلق بعد الذبح . ما يستحب فى الحلق :

- يستحب فى الحلق أن يبدأ بالشق الأيمن ثم الأيسر ، وأن يستقبل القبلة ويكبر ويصلى بعد الفراغ منه .

- يستحب لمن حلق شعره أو قصره ، أن يأخذ من شاربه ، وأن يقلم أظافره ، فقد كان ابن عمر رضى الله عنهما إذا حلق فى حج أو عمرة ، أخذ من لحيته وشاربه ، وقال ابن المنذر : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق رأسه ، قلم أظافره .

- تُؤمر المرأة بتقصير شعرها ، وتُنهى عن الحلق ، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ليس على النساء حلق ، وإنما على النساء التقصير" . ( رواهأبو داود وغيره وحسنه الحافظ )

وذلك لأن الحلق فى حقهن مثلة بهن . وتأخذ المرأة من شعرها عند التقصير قدر أنملة .

13-المبيت بمنى

- المبيت بمنى واجب فى ليالى أيام التشريق الثلاثة التى تُرْمى فيها الجمار.

- وفى منى يلتزم الحاج بالأعمال الصالحة والتقرب إلى الله بالذكر والدعاء وقراءة القرآن ، ويؤدى الصلوات قصرًا فى أوقاتها ولا يَجْمع بينها إلا لعذر.

14-طواف الوداع

- بعد انتهاء الحاج من أداء مناسك الحج والعمرة ، وإرادته مغادرة مكة يطوف طواف الوداع ، فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما : آخر النُّسُك : الطواف بالبيت .

- وطواف الوداع واجب ، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : كان الناس ينصرفون فى كل وجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا ينصرفن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت". رواه مسلم .

- ويشترط فى طواف الوداع ما يشترط فى غيره من أنواع الطواف كالطهارة وغيرها ، إلا أنه لا رَمَل فيه ، ولا إضطباع.

وطـواف الوداع واجب على من ليس له بمكة دار ، أما من له فيها دار فلا يشرع فى حقه .

- ويجوز للحاج المسافر مباشرة بعد طواف الإفاضة جمع طواف الإفاضة وطواف الوداع في نية واحدة.

تعريقات

1-المقرن

- المقرن هو من نوى عند إحرامه الحج والعمرة معًا ، ويقول عند التلبية : " لبيك بعمرة وحج " وهذا يقتضى بقاء المحرم على حالة الإحرام إلى أن يفرغ من أعمال العمرة والحج جميعًا ، لا يفصل بينهما بتحلل .

2-المفرد

- المفرد هو من نوى عند إحرامه الحج وحده ، فيقول :
" لبيك بحج " فيمضى فى مناسكه إلى آخـرها ، ثم يأتى بعد ذلك بأعمال العمرة إن شاء بعد أن يتحلل من أعمال الحج .

3-المتمتع

- المتمتع هو من نوى عند إحرامه العمرة ، فأتى مناسكها ، ثم تحلل من إحرامه ، وباشر حياته العادية إلى يوم التروية فينوى الحج ويحرم من المكان الذى هو فيه ، ما دام مقيماً داخل المواقيت المكانية ، ويقـول عند التلبية : " لبيك بحج " ،
وسمى هذا تمتعًا لانتفاعه بأداء النسكين فى أشهر الحج فى عام واحد من غير أن يرجع إلى بلده، ولأن المتمتع يتمتع بمباشرة حياته العادية من لبس الثياب والطيب وغير ذلك .

حجة الوداع

1-ما هى حجة الوداع ؟

- حجة الوداع هى الحجة التى قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في العام العاشر من الهجرة ،

بعد أن فُرض الحج فىالعام السادس من الهجرة ولم يحج بعدها الرسول صلى الله عليه وسلم ،

إذ انتقل إلى الرفيق الأعلى ، ولذلك يطلق العلماء على حجة الوداع اسم حجة الإسلام .

- وقد أعلن النبى صلى الله عليه وسلم بين الناس أنه عازم على الحج هذا العام ، فاجتمع خلق كثير من كل

حدب وصوب، يريدون أن يأتموا برسـولهم ، ويشاهدوا منه البيان العملى للمناسك الصحيحة ، نقية

مما دنسها من عادات الجاهلية وتقاليدها .

- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة قاصدًا مكة لخمس ليال بقين من ذى القعدة من العام العاشر من الهجرة ، ووصل مكة لأربع ليال خلون من ذى الحجة ، بعد أن قضى فى الطريق ثمانى ليال .

- وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد استشعر دنو أجله وقرب انتهاء مهمته ، فأراد أن يُلخِّص لأتباعه تعاليم الإسلام ونظامه فى كلمات جامعة وموعظة مختصرة ، فكانت خطبة الوداع .

2-حجة الوداع

حَجة النبي صلى الله عليه وسلم

- روى مسلم في صحيحه قال :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ حَاتِمٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَعِيلَ الْمَدَنِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلَ عَنِ الْقَوْمِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَقُلْتُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَنَزَعَ زِرِّي الْأَعْلَى ثُمَّ نَزَعَ زِرِّي الْأَسْفَلَ ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ شَابٌّ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ يَا ابْنَ أَخِي سَلْ عَمَّا شِئْتَ فَسَأَلْتُهُ

وَهُوَ أَعْمَى وَحَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ
(نوع من الأكسية والثياب المنسوجة) مُلْتَحِفًا بِهَا كُلَّمَا وَضَعَهَا

عَلَى مَنْكِبِهِ(المفصل بين العضد والكتف) رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيْهِ مِنْ صِغَرِهَا وَرِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى الْمِشْجَب(عيدان

توضع عليها الثياب)ِ فَصَلَّى بِنَا فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسْعًا

فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجٌّ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي
(هو أن تضع الحائض أو النفساء خرقة عريضة بين فخذيها على محل الدم )

بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ (ناقة الرسول) حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ فَأَهَلَّ(نوى ولبى) بِالتَّوْحِيدِ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا

شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ وَلَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلْبِيَتَه (داوم على ترديدها)

قَالَ جَابِرٌ رَضِي الله عَنْه لَسْنَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا ثُمَّ نَفَذَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَرَأَ ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَكَانَ أَبِي يَقُولُ وَلَا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ :

( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، وَ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون)َ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ ( إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ وَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ (انحدرت) قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا (ارتفعت قدماه عن بطن الوادي ) مَشَى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَةِ فَقَالَ لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ (بدا لي أولاً) مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ (مايذبحه الحاج في حجه نسكاً) وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً فَقَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِأَبَدٍ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ وَاحِدَةً فِي الْأُخْرَى وَقَالَ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ مَرَّتَيْنِ لَا بَلْ لِأَبَدٍ أَبَدٍ وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبُدْنِ (البدنة:البعير أو البقرة) النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ فَاطِمَةَ رَضِي الله عَنْهَا مِمَّنْ حَلَّ وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا وَاكْتَحَلَتْ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بِهَذَا قَالَ فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشًا(أي ذكر ما يوجب عتابه لها) عَلَى فَاطِمَةَ لِلَّذِي صَنَعَتْ مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذَكَرَتْ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا فَقَالَ صَدَقَتْ صَدَقَتْ مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ قَالَ

قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ قَالَ فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلَا تَحِلُّ قَالَ فَكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةً قَالَ فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا إِلَّا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ (يوم الثامن من ذي الحجة) تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ(خيمة) مِنْ شَعَرٍ تُضْرَبُ( تنصب) لَهُ بِنَمِرَةَ فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّهُ وَاقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ فَنَزَلَ بِهَا حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ(مايوضع على ظهر الدابة للركوب) لَهُ فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي فَخَطَبَ النَّاسَ وَقَالَ

إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ

الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ(باطل ومتروك) وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ

ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ

رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ

فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ(لايدخلن بيوتكم) أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ

فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ(شديد وشاق) وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَقَدْ تَرَكْتُ

فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا(أي يقلبها ويميلها إلى الناس) إِلَى النَّاسِ اللَّهُمَّ اشْهَدْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَذَّنَ ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا

ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ وَجَعَلَ

حَبْلَ الْمُشَاةِ(مجتمعهم) بَيْنَ يَدَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حَتَّى

غَابَ الْقُرْصُ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى أَيُّهَا النَّاسُ السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ

كُلَّمَا أَتَى حَبْلًا(تل من الرمال) مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا حَتَّى تَصْعَدَ حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ

وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى طَلَعَ

الْفَجْرُ وَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا فَدَفَعَ( أي ابتدأ السير) قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ

وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ وَكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشَّعْرِ أَبْيَضَ وَسِيمًا فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ ظُعُنٌ( الظعينة المرأة المسافرة) يَجْرِينَ فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ فَحَوَّلَ الْفَضْلُ وَجْهَهُ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ يَنْظُرُ فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ يَصْرِفُ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ يَنْظُرُ حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ فَحَرَّكَ قَلِيلًا ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تَخْرُجُ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ( حصى صغيرة) رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ(قطعة من اللحم) فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ فَأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ فَقَالَ انْزِعُوا(أخرجوا الماء) بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ. رواه مسلم .

نور العيون 07-30-2015 09:29 PM

رد: لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره
 
-خطبة الوداع

- وردت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع بروايات مختلفة ، لذا حاولنا تتبع الروايات المختلفة لما تضمنته من معان جليلة :

- " أيها الناس ، اسمعوا قولى ، فإنى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا بهذا الموقف أبدًا "

. رواه ابن هشام

- " إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحـرمة يومكم هذا ، فى شهركم هذا ، فى بلدكم هذا . ألا كل شىء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضـوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضـع من دمائنا

دم ربيعة بن الحارث ـ وكان مسترضعًا في بنى سـعد فقتلته هُذَيْل ـ وربا الجاهلية موضـوع ، وأول ربا أضـع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله " .

- " فاتقوا الله فى النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مُبَرِّح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " .

- " وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله " رواه مسلم .

- " أيها الناس ، إنه لا نبي بعدى ، ولا أمة بعدكم ، ألا فاعبدوا ربكم ، وصلوا خمسكم ،

وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم ، وتحجون بيت ربكم ، وأطيعوا أولياء أمركم ، تدخلوا جنة ربكم " رواه ابن جرير .



" وأنتم تسألون عنى ، فما أنتم قائلون ؟ " قالوا : نشهد إنك قد بلغت وأديت ونصحت .


فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ، وينكتها إلى الناس : " اللهم اشهد " ثلاث مرات . رواه مسلم

- وكان الذى يرفع صوته فى الناس بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو بعرفة حتى يسمعها الحجيج ـ ربيعة بن أمية بن خلف رضي الله عنه رواه ابن هشام .

- وبعد أن فرغ النبى صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) (سورة المائدة – آية رقم 3 )

، ولما نزلت بكى عمر ، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : " ما يبكيك ؟ "

قال : أبكانى أنا كنا فى زيادة من ديننا ، فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شىء قط إلا نقص ، فقال : " صدقت " رواه ابن جرير .

- وخطب النبى صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال : " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السمـوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات ، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مُضَر الذى بين جمادى وشعبان" .



وقال : " أى شهر هذا ؟ " قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ،

قال : " أليس ذا الحجة ؟ " قلنا : بلى . قال : " أى بلد هذا ؟ " قلنا : الله و رسـوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : " أليست بالبلدة مكة ؟ " قلنا : بلى . قال :

" فأى يوم هذا ؟ " قلنا : الله و رسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : " أليس

يوم النحر ؟ " قلنا : بلى . قال : " فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، فى بلدكم هذا ، فى شهركم هذا ".

- " وستلقون ربكم ، فيسألكم عن أعمالكم ، ألا فلا ترجعوا بعدى ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض " .

- " ألا هل بلغت ؟ " قالوا : نعم ، قال : " اللهم اشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوعى من سامع " . رواه البخاري

جولة فى الأراضى المقدسة

المواقيت المكانية:

روى ابن عباس رضى الله عنه قال : وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة : ذا الُحليفة ،

ولأهل الشام : الجحفة ، ولأهل نجد : قرن المنازل ، ولأهل اليمن : يلملم ، وقال : " هن لهن ولمن

أتى عليهن من غير أهلهن لمن أراد الحج والعمرة "، فمن كان دونهن فمَهلُّه من أهله ، وكذلك

أهل مكة يُهلون منها ". رواه

مكة المكرمة:

هى بيت الله الحرام ، وقيل سميت مكة لأنها تمك الجبارين ، أى تُذهب نخوتهم ، ويقال إنهاسميت مكة وبكة لازدحام الناس بها ، ويقال إن مكة اسم المدينة ، وبكة اسم البيت ، وقال آخرون مكة هى بكة ، والميم بدل من الباء .

ويقال سميت مكة لأن العرب فى الجاهلية كانت تقول لا يتم حجنا

المسجد الحرام:

لم يكن للكعبة جدار يُحيط بها فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر رضى الله عنه ،

فلما جاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه بنى حولها جدارًا ، وذلك أن الناس ضيقوا على الكعبة

وألصقوا دورهم بها فقال عمر : إن الكعبة بيت الله ولابد للبيت من فناء وإنكم دخلتم عليها ولم تدخل عليكم . فاشترى كل الدور

الكعبة:

هى بيت الله الحرام ، وسميت بذلك لأن كل بناء مكعب يقال له كعبة ، وقد ورد ذكرها فى القرآن

الكريم مرتين : قال تعالى : " هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ". سورة المائدة – آية رقم 95

وقال تعالى : " جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ البَيتَ الحَرَام " . سورة المائدة – آية رقم 97 والكعبة هى البيت العتيق ،

الحجر الأسود:

هو الحجر الذى يستلمه الطائفون بالكعبة عند بداية الطواف ونهايته ، وقد ورد عن ابن عباس قوله :

ليس فى الأرض من الجنة إلا الركن الأسود والمقام ، فإنهما جوهرتان من جواهر الجنة .

وفى الخبر : " إن الحجر الأسـود ياقوتة من يواقيت الجنة وإنه يبعث يوم القيامة له عينان ولسان

ينطق به ، يشهد لكل من استلمه

حجر إسماعيل:

هو جزء من بناء الكعبة الأصلى ، يحيط به سور من الرخام مرتفعٌ عن الأرض نحو متر ، يسمى

الحطيم ، ويُرْوى أن به قبر إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام .

وكان أولُ من وضع الرخام على الحطيم هو الخليفة المنصـور ثانى خلفاء بنى العباس فى سنة

(140هـ ) .

زمـــــــزم:

زمزم هى البئر المباركة الموجودة بجوار البيت الحرام .

وقيل سميت زمزم ، لأنها حين انفجرت زمتها السيدة هاجر أم إسماعيل ، ولذا قال ابن عباس

رضى الله عنهما : لو تُركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شىء . وفى الخبر :" أن إبراهيم عليه

السلام لما ترك إسماعيل وأمه

مقام إبراهيم:

هو الحجر الذى كان يقف عليه نبى الله إبراهيم عليه السلام لبناء الكعبة ، وقد زحزح عن

جدار الكعبة حيث كان ملتصقًا بالجهة الشرقية ووضع عليه فانوس زجاجى.

ويقال إن المقام هو الحجر الذى وقف عليه حين أذن فى الناس بالحج فتطاول وعلا على الجبل

حتى أشرف على ما تحته .

الصفا والمروة:

الصفا والمروة هما الجبلان اللذان يسعى بينهما الحاج أو المعتمر فى الحج والعمرة.

وحينما ترك الخليل إبراهيم زوجه هاجر وابنهما إسماعيل وحيدين فى الصحراء القفر ،

ونفد الماء والزاد ، ذهبت تصعد على الصفا والمروة تبحث عن ماء أو أحد تستغيث به حتى فجّر الله

تعالى ماء زمزم من تحت قدمى

غـار حـــــــــراء:

هو كهف صغير يقع بأعلى جبل حراء فى الشمال الشرقى من مكة ، على نحو ثلاثة أميال ، فى

مكان منقطع عن العمران ، خال من النبات والزرع ، يجد من يصعد إليه الآن كهفاً موحشاً ،

يزيد فى وحشته ظلامه ، وعزلته عن الناس ، ووعورة الطريق إليه ، إذ هو يقع على مقربة من القمة

، خلف صخرتين عظيمتين تقومان

غــار ثــــور:

غار ثور هو المكان الذى اختبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق

رضى الله عنه عند هجـرتهما من مكة إلى المدينة ، وظلا فيه ثلاثة أيام ، حتى خـف طلب المشركين

لهما ، قال تعالى :" إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ

أماكن المناسك

مِنى

هى واد يقع شرقىِّ مكة بين جبلين ، وسُمّى بذلك لما يمنى به من الدماء ، أى يراق .

وقيل : لأن آدم عليه السلام تمنى فيها الجنة .

وكذلك من معالم منى الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى ، والأخيرة هى جمرة العقبة ،

وعندها ينحر الهدى . ومنى يقيم فيها الحجاج يوم

المزدلفة

هى المكان الذى يبيت فيه الحجاج ليلة النحر بعد إفاضتهم من عرفات ، يصلون المغرب

والعشاء قصرًا وجمعًا جمع تأخير ، ويجمعون الجمار .

وسميت المزدلفةُ بهذا الاسم لاجتماع الناس بها .

وقيل : معنى الازدلاف : الاقتراب ، لأنها مُقَرِّبة من الله.

وقيل : لنزول الناس بها فى زُلَف

عرفة

هى هضبة تقع خارج الحرم على بعد نحو 25 كيلومتراً من الكعبة فى الجنوب الشرقى من مكة. ويقال : إنها سميت عرفة لأن جبريل عرّف إبراهيم عليه السلام المناسك بها ، ويقال : إنها سميت عرفة لأن آدم وحواء قد تعارفا فيها بعد أن نزلا من الجنة . وفى عرفة يقف الحجيج من فجر يوم التاسع إلى الليل ، ويصلون

المدينة المنورة

المدينة

هى المدينة التى هاجر إليها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان اسمها يثرب ، فغيَّره الرسول صلى

الله عليه وسلم إلى المدينة وهى فى مقدار نصف مكة من ناحية المساحة وبها نخل كثير ومياه ، وبها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. وللمدينة أسماءٌ عديدة ، منها : طيبة ، والمسكينة ، والعذراء ،

مسجد الرسول

صلى الله عليه وسلم أول ما بدأ به الرسول - صلى الله عليه وسلم- بعد أن وصل إلى المدينة هو بناء المسجد ، وذلك لما للمسجد من أهمية فى الإسلام ، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم- بعد أن وصل إلى المدينة على ناقته يريد كل واحد من الأنصار أن يأخذ بخطام ناقته لينزل عنده ، فكان الرسول - صلى

الروضة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة " رواه الترمذي .

المنبر لم يكن فى مسجد النبىّ – صلى الله عليه وسلم - أولَ ما بُنِى منبٌر يخطُب الناس عليه ، بل كان

النبى - صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس وهو مستند إلى جِذْع عند مصلاه فى الحائط

مسجد القبلتين

مسجد القبلتين هو المسجد الذى تم تحويل قبلته من بيت المقدس فى القدس إلى بيت الله الحرام
فى مكة المكرمة . وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد صلى إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يود أن تكون قبلته إلى المسجد الحرام فنزل عليه قوله تعالى :" قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي

مسجد قباء

هو أول مسجد بنى في الإسلام ، أنشأه سعد بن خيثمة بإذن من الرسول -صلى الله عليه وسلم -،
وهو أول مسجد صلى فيه النبىّ -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه جماعة جهارًا .
ومسجد قباء هو المعنيُّ بقوله -سبحانه وتعالى- "لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ " سورة التوبة – آية رقم

بقيع الغر قد

هو المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم -.
وكلمة البقيع يقصد بها الأرض الرِّخوة الخالية من الحجارة . ويضم البقيع رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفى فيها من المجاورين والزائرين ، وفى مقدمة هؤلاء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم

جـــبل أحُـــد

أُحُد جبل يقع شمال المدينة ، وهو الذي وقعت عنده غزوة أُحُد ، التي انتصر فيها المسلمون في بادئ الأمر ، ثم عادت الكرة عليهم بعد أن خالف الرماة أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وتركوا مواقعهم أعلى الجبل فانقضّ خالد بن الوليد على جيش المسلمين من خلفهم وأثار فيهم الذعر وفرّقهم وقتل منهم الكثير

الاميره يارا 07-31-2015 10:25 AM

رد: لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره
 
بارك الله لك
واسعدك بالدنيا والاخره
وجزاك الله كل خير

زهرة الخليج 08-31-2015 12:09 AM

رد: لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره
 
بروكت الجهود، وفقك الله..

فداء الهركلي 09-28-2016 11:08 AM

رد: لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره
 
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيمه تسلم
الايادى وبارك الله فيك

هندلى لى 11-17-2016 04:23 AM

رد: لموسوعه الشامله في مناسك الحج والعمره
 
لااله الاالله محمدرسول الله


الساعة الآن 10:24 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024

site-xml RSS RSS2 ROR J-S PHP HTML XML Sitemap tags