لا تلوموني
 

لو غبتُ عنكم ... فلا حالي تلوموني
والروحُ تعشقــــــكم في اللهِ ترووني

الجسمُ مني .. غدا صعباً ليحملـــني
عند التنقلِ ريح المـــوتِ تعلــــوني

سيبقى فيكم حنان القلـــــبِ يأسرني
وينتهي برباط الروحِ ... تشفـــوني

لقد سئمتُ حياة البــــــؤسِ والألــــمِ
والليلُ يمضي ... ولا آمال تحـدوني

شربتُ كأساً من الأمراضِ يجعلــني
مثل السكارى وكل الناس يجفـــوني

جاء الطبيب ليبــــــدي كل معــــرفةٍ
لكــــــنهُ بلباس الجهـــــل يكســـوني

شرحتُ كل علــيل الجســـــمِ من ألمٍ
والجسم يبقى عليلاً .... لا تلومـوني

ماذا سأفعــــــلُ يا صحبي بمعضلةٍ
راح الطبيب يدق الكفَّ مهجـــــونِ

يخفي الطبيب عـــلاجاً كان يكــــتبهُ
والحزن في همسات الأهل يعلــوني

******
ما ذا أقــول وحكـــــم اللهِ يشغلــــني
فصار عقلي كمن يهذي .. كمجنونِ

يُصبُّ ماءٌ على جســــمي يبللـــــني
كسكبِ ماءٍ على نارٍ .... بلـــــــتونِ *

إذا لمستُ بجــمرٍ .... كان ملتهــــباً
كأن ثلجاً بهذي الكـــفِّ يعطـــــوني

إذا صعدتُ جبالاً.... تنتــــــهي قممٌ
كأن واداً سحيقاً .... فــــيهِ يرموني

ماذا أقولُ ... وهذا اللــــونُ يبهرني
كأن فيهِ كسوف الشمسِ يبلـــــــوني

الليل يظهرُ .... في ظلــــماء معتمةٌ
والنورُ فيهِ ضياء البدر .. يكســوني

*****
ماذا أقولُ لكم ... يا إخـــــوة القلــــمِ
واللهُ يعلمُ ما في الجسمِ .. يقســــوني

أنتم أحبتنا ... في القلـــبِ مسكنــــكم
وفي ضميري ... بعون اللهِ مرهونِ

منحتمــــــوني مزيداً من محبتــــكم
أعطيتموني ... كلاماً فيهِ ترضـوني

واللهُ يعلمُ أن الحـــــــــبَّ منقــــــسمٌ
أو أننــــــي برباط الحــــــب مديونِ

فأنتمو نبــــــــعات العلــــــم والأدبِ
ومن منابعكــــم ... باللهِ تسقــــــوني

فصحبتي معكم ... للناسِ مفخـــــرةً
وبالهدايا ... بعــوْن اللهِ تهـــــــدوني

يا من جعلتم سنين القحـــطِ مخصبةً
وتحصدون خيار الزرعِ .. مكنـــونِ

******
إذا شفيــــــــــتُ وأن الله يرحمــــني
سوف أعودُ لقرض الشعرِ ممنـــونِ

فالشعرُ في نبضات القلبِ يأمـــرني
بأن أعـــودَ إلى ما كان يشجــــوني

وأن أعيد لنهر الشعـــــــرِ منبــــعهُ
فالشعرُ في همسات الليل يرجــوني

إني أحيي رعاة الشعـــــــرِ والأدبِ
هم الذين بنــــــور العلـــــمِ جاءوني