منتديات الاميرة يارا

منتديات الاميرة يارا (https://www.yar7.com/vb/index.php)
-   المنتدى الاسلامي العام (https://www.yar7.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   الإسلام والفقه (https://www.yar7.com/vb/showthread.php?t=3358)

الاميره يارا 06-27-2011 07:16 AM

الإسلام والفقه
 
الإسلام والفقه
يجب أن يتّضح في الأذهان، أوّلا و بالذات، أنّ المعنى الأصليّ لكلمة "فقه" ليس له المدلول الذي اتّخذه بالتواتر عبر الزمن و المعروف به اليوم على أنّه يشمل معرفة العلوم الشرعيّة و ما إلى ذلك، بل أنّه يعني فقط فهم الشيء و معرفته.أفرز تاريخ المسلمين، و لا دين الإسلام، انقسامات سياسيّة و عقائديّة و أطلق الأمويّون على من نصرهم و من لم يعارض حكمهم تسمية "أهل السنّة و الجماعة"، و على أنصار سيّدنا عليّ، كرّم الله وجهه، تسمية "الشيعة" و على المناوئين للجميع تسمية "الخوارج". و داخل هذه الفئات، ظهرت مذاهب مختلفة تنتسب لأشخاص أحيطوا بهالة من القداسة في حين أنّهم ليسوا بأنبياء و لا بمرسلين و لا بأئمّة زمانهم. و أخذت أقوالهم على أنّها تصريح معتمد لما هو عليه الدين. و بتعاقب الأجيال، أصبحت معرفة "الدين" كيفما تصوّرته عقول هؤلاء تقتصر على شرح و تفسير ما قاله فلان أو علاّن.و وصل الغباء و الجرأة و الوقاحة بالكثير ممّن يعتبرون أنفسهم "علماء" إلى اعتبار أنّ الاختلاف "رحمة"، و أنّه لمسألة واحدة تكون كلّ الحلول جائزة. فعند طرح مسألة ما، عليك بحلّ أو قول المذهب المالكيّ إن كنت مالكيّا، أو الحنبليّ إن كنت حنبليّا أو الحنفي إن كنت حنفيّا... أو فاختر لنفسك الحلّ الذي يوافق هواك، فكلّها "جائزة" ما دامت منبثقة عن مذهب من المذاهب "المعترف بها". و إن كنت "شاطرا" أو صديقا حميما لأحد هؤلاء، فسيوجد لك مخرجا يوافق هواك مقتبسا من "علم الحيل الفقهيّة".إن هذا لهراء و عبث و إجرام عظيم في حقّ دين الله و بدعة البدع. فهذه المذاهب ظهرت بعد اكتمال رسالة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم. و الانتساب إلى المذاهب، أيّا كانت، و الاعتقاد القلبيّ فيها مصيبة كبرى و يندرج ذلك مباشرة فيما حذّر منه سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم: "أمّا بعد، فإنّ خير الحديث كتاب الله و خير الهدي، هدي محمّد صلّى الله عليه و سلّم و شرّ الأمور محدثاتها و كلّ بدعة ضلالة..." ( رواه مسلم).و قد نجحت هذه المذاهب و دعاتها و المسمّون ب"العلماء" أو " الفقهاء" المنتسبين إليها في تحريف دين الله و تحويله من رحمة للعالمين في متناول الجميع يتجلّى فيه قوله تعالى: " و ما جعل عليكم في الدين من حرج..." (سورة الحج، الآية 76)، و قوله تعالى:" يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر", (سورة البقرة، الآية 184) ، إلى مجموعة من العلوم المستفيضة و المعقّدة التي لا تنتهي و التي لا يفهمها إلا هؤلاء، بحيث لا نجاة إلا برجوع إليهم في كلّ كبيرة و صغيرة.و قد قال تعالى:" و أنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه و لا تتّبعوا السبل فتفرّق بكم"، (سورة الأنعام، الآية 154). و لا يختلف أمر هؤلاء إطلاقا عن أمر أحبار اليهود و رهبان النصارى و ما فعلوه بما جاء به موسى و عيسى عليهما السلام. و قد نبّه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أفراد أمّته قائلا: " لتتّبعنّ سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضبّ لاتّبعتموهم"، قلنا:" اليهود و النصارى ؟"، قال:" فمن؟"، ( رواه مسلم).و لا يختلف كذلك أمر أتباعهم و من يطيعهم و يصغي إليهم عن أمر إتّباع أحبار اليهود و رهبان النصارى.و بكلّ وضوح لا يعدو هؤلاء أن يكونوا، بقصد أو بغير قصد، إلاّ أعوانا للشيطان، لعنة الله عليه، يعينونه على إنجاز ما تعهّد به: " لأغوينّهم أجمعين إلاّ عبادك منهم المخلصين" (سورة ص، الآية 81 و 82).


الساعة الآن 12:46 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024

site-xml RSS RSS2 ROR J-S PHP HTML XML Sitemap tags