الحب عذاب

قبيل الرحيل ــ
نظرتُ إليها ...
كطفلٍ حزين ...
كنسرٍ جريح ...
كثير الأنين ...
فقالت :ـ
لماذا تكابرُ يا سيدي ... ؟
فحبكَ يظهرُ في كلِّ حين ...
بهمسة عينكَ ..
شيْءٌ عجيب ...
لنبضةِ قلبكَ ...
صوتٌ غريب ...
ونبرةُ صوتكَ فيها حنين ...
لماذا تكابرُ يا سيدي ... ؟
فقلتُ بصوتٍ...
يعد السنين ...
وقلبٍ ...
يشيرُ للون الشعر ...
وعينٍ ...
تؤكّدُ قرب السفر ...
أيا وردةً ...
تشتهيها القلوب ...
ويا تحفةً قد رماها القدر ...
بموجة عمري ...
وقبل الغروب ...
فلم يبقَ عندي ...
بقايا أمل ...
فما الحبُّ عندي ...
سوى أنّهُ ...
نهاية عمري ...
وقرب الأجل ...
فقالت ...
ولؤلؤةً نزفت عينها ...
أحبكَ حباً ...
كحب الرضيعِ .. لأمٍ حنون ...
أحبكً حباً ...
فيأخذُ عقلي لحد الجنون ...
فلا أتصوّرُ يوماً يغيب ...
بدون السكون ...
بقرب الحبيب ...
كلامُكَ يعني ...
ضياع الأمل ...
ويذهبُ حبي ...
لحد الفشل ...
فقلتُ بعينٍ ...
تهل الدموع ...
وقلبٍ تفتتَ مثل الشموع ...
أيا زهرةً ...
في ربيع الجمال ...
ويا هدفاً ...
مستحيل المنال ...
فأنتِ الثريا ...
بقلب السماء ...
وجسمي سيُدفنُ تحت التراب ...
فأطمعُ منكِ ببعض الضياء ...
فأنتِ الربيعُ ...
بأحلى الزهور ...
فكيف تحبين من ...
سيسجى بحضن القبور ...
فقالت بعينٍ ...
كنبعٍ تفجر ...
قلبي بحبكَ لم يتغيّر ...
وغيرُكَ حباً فلن أتصور ...
فأنتَ حياتي ...
وعمري المقدّر ...
فصحتُ .. بأللهُ أكبر ...
برغمِ كلامكِ ...
ينعش قلبي ...
وتسرحُ روحي ...
بحلم الشباب ...
تُحرّضُ قلبي ...
تحدّي الصعاب ...
فإنَّ الحقيقة ...
غير الحلم ...
فكلُّ الكلامِ ...
سيغدو سراب ...
دعيني أمتّعُ روحي ...
بحسن الجمال ...
وأقنعُ نفسي ...
تحدي المحال ...
عطائي ...
تبخّرَ عبر السنين ...
فقد كنتُ أعشقُ أحلى الزهور ...
فأصبحتُ ....
مثل بقايا جذور ...
وما أنتِ إلا ...
كبدر البدور ...
فكيفَ أقارن بين السماء ...
وأرضٍ تعاني نضوب الهواء ...
وبين حديقةِ وردٍ ...
تفتح زهرها ...
وبين كرومٍ ...
تساقطَ أوراقها ...
أعدّي لنفسكِ طوق النجاة ...
أمامكِ دربٌ ...
عديدُ الصفات ...
أقدّسُ فيكِ ربيع الحياة ...
هناك التحدّي ...
لفعل البشر ...
وإما الرضوخَ لحكم القدر ...
فقيسي بعقلكِ ...
شتّى الأمور ...
ليبعدً عنكِ وقوع الخطر ...
فيا لبتَ عمركِ ...
طول السنين ...
ويبقى جمالكِ ملكُ يديكِ ...
ويأتي النصيب الجميلُ إليْكِ ...
ويحظى بأجملِ ما في الوجود ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للمزيد من مواضيعي