عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2011, 08:55 AM
  #1
الاميره يارا
 الصورة الرمزية الاميره يارا
 
تاريخ التسجيل: Jan 1970
المشاركات: 19,394
معدل تقييم المستوى: 10
الاميره يارا is on a distinguished road
افتراضي مسألة نحوية فقهية
انشر علي twitter

رجل قال ما أعظم الله قال له آخر هذا لا يجوز
الجواب يجوز ذلك وقد قال تعالى أبصر به وأسمع أي ما أبصره وما أسمعه والضمير يعود على الله تعالى فدل على جواز التعجب في ذلك قال رضي الله عنه وقد رفعت إلى فتوى فيمن قال ما أعظم الله هل عليه شيء أو لا وهل يجوز ذلك أو لا فكتبت عليها لا شيء عليه وهذا كلام صحيح ومعناه أن الله تعالى في غاية العظمة ومعنى التعجب في ذلك لا ينكر لأنه مما تحار فيه العقول والإتيان بصيغة التعجب في ذلك جائزة لقوله تعالى أبصر به وأسمع والصيغة المسئول عنها صحيحة لأن إعظام الله وتعظيمه الثناء عليه بالعظمة أو اعتقادها وكلاهما حاصل والموجب لهما أمر عظيم يصح أن يكون المراد بما أعظم فبلغني بعد ذلك عن شيخنا أبي حيان أنه كتب فنظرت فرأيت أبا بكر بن السراج في الأصول قال في شرح التعجب وقد حكيت ألفاظ من أبواب مختلفة مستعملة بحال التعجب فمن ذلك ما أنت من رجل تعجب وسبحان الله ولا إله إلا الله وكاليوم رجلا وسبحان الله من رجل ورجلا وحسبك بزيد رجلا ومن رجل والعظمة لله من رب وكفاك بزيد رجلا تعجب فقوله العظمة لله من رب دليل لجواز التعجب في صفات الله تعالى وإن لم تكن بصيغة ما أفعله وأفعل به ومن جهة المعنى لا فرق من حيث كونه تعجبا
وقال كمال الدين أبو البركات محمد بن عبد الرحمن الأنباري في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف في النحو
مسألة ذهب الكوفيون إلى أن الفعل في التعجب نحو ما أحسن زيدا اسم والبصريون إلى أنه فعل وإليه ذهب الكسائي أما الكوفيون فاحتجوا وذكر أمورا ثم قال ومنهم من تمسك
فذكر شيئا ثم قال والذي يدل على أنه ليس بفعل وأنه ليس التقدير فيه ما أحسن زيدا قولهم ما أعظم الله ولو كان التقدير فيه ما زعمتم لوجب أن يكون التقدير شيء أعظم الله والله تعالى عظيم لا بجعل جاعل وقال الشاعر ما أقدر الله أن يدني على شحط من داره الحزن ممن داره الصول ولو كان الأمر كما زعمتم لوجب أن يكون التقدير فيه شيء أقدره الله والله تعالى قادر لا بجعل جاعل قال وأما البصريون فاحتجوا به ثم قال وأما الجواب عن كلمات الكوفيين فذكر إلى أن قال وأما قولهم فيما أعظم الله قلنا معناه شيء أعظم الله أي وصفه بالعظمة كما تقول عظمت عظيما ولذلك الشيء ثلاثة معان أحدها أن نعني بالشيء من يعظمه من عباده
والثاني أن نعني بالشيء ما يدل على عظمة الله تعالى وقدرته من مصنوعاته
والثالث أن نعني به نفسه أي أنه عظيم لنفسه لا لشيء جعله عظيما فرقا بينه وبين غيره
وحكي أن بعض أصحاب المبرد قدم من البصرة إلى بغداد قبل قدوم المبرد فحضر حلقة ثعلب فسأل عن هذه المسألة فأجاب بجواب أهل البصرة وقال التقدير شيء أحسن زيدا فقيل له ما تقول في قولنا ما أعظم الله فقال شيء أعظم الله فأنكروا عليه وقالوا هذا لا يجوز لأنه عظيم لا بجعل جاعل ثم سحبوه من الحلقة فأخرجوه فلما قدم المبرد أوردوا عليه هذا الإشكال فأجاب بما قدمنا فبان بذلك قبيح إنكارهم عليه وفساد ما ذهبوا إليه
وقيل يحتمل أن يكون قولنا شيء أعظم الله بمنزلة الإخبار أنه عظيم لا شيء جعله عظيما لاستحالته وأما قول الشاعر ما أقدر الله
فإنه وإن كان لفظه لفظ التعجب فالمراد به المبالغة في وصف الله تعالى بالقدرة كقوله تعالى فليمدد له الرحمن مدا جاء بصيغة الأمر وإن لم يكن في الحقيقة أمرا وإن شئت قدرته تقدير ما أعظم الله على ما بينا انتهى كلام ابن الأنباري
وهو نص صريح في المسألة وناطق بالاتفاق على صحة إطلاق هذا اللفظ وأنه غير مستنكر ولكنه مختلف هل يبقى على حقيقته من التعجب وتحمل الأوجه الثلاثة التي ذكرها أو تجعل مجازا عن الإخبار
وأما إنكار اللفظ فلم يقل به أحد والأصح أنه باق على معناه من التعجب وتأويل الشيء على ما ذكر
وقد ذكر أبو الوليد الباجي في كتاب السنن من تصنيفه قال باب أدعية من غير القرآن مستحبة فذكر منها ما أحلمك عن من عصاك وأقربك ممن دعاك وأعطفك على من سألك وذكر شعرا لغيره من جملته سبحانك اللهم ما أجل عندي مثلك انتهى ما قاله الباجي في كتاب السنن من تصنيفه ورأيت في السيرة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه رواه ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وناهيك بهما في جوار ابن الدغنة قال القاسم إن أبا بكر لقيه سفيه من سفهاء قريش وهو عائد إلى الكعبة فحثى على رأسه ترابا فمر بأبي بكر الوليد بن المغيرة أو العاص بن وائل فقال أبو بكر ألا ترى ما يصنع هذا السفيه قال أنت فعلت ذلك بنفسك أي وربا ما أحلمك انتهى
فلو لم يكن من هذا إلا كلام القاسم بن محمد لكفى فضلا عن روايته عن أبي بكر وإن كانت مرسلة
وقال الزمخشري في الكشاف في سورة الرحمن في قوله تعالى ذو الجلال والإكرام معناه الذي يجله الموحدون عن التشبه بخلقه أو الذي يقال له ما أجلك وأكرمك
وقال الزمخشري في قوله تعالى أبصر به وأسمع إنه جاء بما دل على التعجب من إدراكه للمسموعات والمبصرات للدلالة على أن أمره في الإدراك خارج عن حد ما عليه إدراك السامعين والمبصرين لأنه يدرك ألطف الأشياء وأصغرها كما يدرك أكبرها حجما وأكثفها جرما ويدرك البواطن كما يدرك الظواهر وذكر أبو محمد عبد الله بن علي بن إسحاق الضميري في كتاب التبصرة والتذكرة في النحو وإذا قلت ما أعظم الله وذلك الشيء عباده الذين يعظمونه ويعبدونه ويجوز أن يكون ذلك الشيء هو ما يستدل به على عظمته من بدائع خلقه ويجوز أن يكون ذلك الشيء هو الله عز وجل فيكون لنفسه عظيما لا لشيء جعله عظيما ومثل هذا مستعمل كثيرا في كلام العرب كما قال الشاعر نفس عصام سودت عصاما انتهى
وهذا كما قال ابن الأنباري
وقال المتنبي ما أقدر الله أن يجزي خليقته ولا يصدق قوما في الذي زعموا
قال الواحدي في شرحه يقول الله تبارك وتعالى قادر على إجزاء خليقته بأن يملك عليهم لئيما ساقطا من غير أن يصدق الملحدة الذين يقولون بقدم الدهر يشير إلى أن تأمير مثله إجزاء للناس والله تعالى قد فعل ذلك عقوبة لهم وليس كما يقول الملحدة إن تمليك مثله يشكك الناس في حكمة الباري فيظن التعطيل
وقال ابن الدهان سعيد بن المبارك بن علي في شرح الإيضاح فإن قيل فإذا قدرت ما تقدير شيء وإذا قلت ما أحسن زيدا قدرته تقدير شيء أحسن زيدا فما تصنع بقولهم ما أعظم الله
فالجواب من وجوه أحدها أن يكون ذلك الشيء نفسه ويجوز أن يكون ما دل عليه من مخلوقاته والثالث من يعظمه من عباده الرابع أن تكون الأفعال الجارية عليه لحملها على ما يجوز من صفاته ويليق به فيحمل على أنه عظيم في نفسه لا على شيء عظم الله وإن كان يصح على ما بينا
وقال الزمخشري في قوله تعالى حاش لله ما هذا بشرا والمعنى تنزيه الله تعالى من صفات العجز والتعجب من قدرته على خلق جميل مثله وأما قوله تعالى حاش لله ما علمنا عليه من سوء فالتعجب من قدرته على خلق عفيف مثله .
فتاوى السبكي
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : مسألة نحوية فقهية         المصدر : منتديات الاميرة يارا         الكاتب : الاميره يارا



lsHgm kp,dm tridm

الاميره يارا غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس