عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2011, 01:30 PM
  #1
الاميره يارا
 الصورة الرمزية الاميره يارا
 
تاريخ التسجيل: Jan 1970
المشاركات: 19,394
معدل تقييم المستوى: 10
الاميره يارا is on a distinguished road
افتراضي صحبة الأخيار الصالحين ومجالسة العلماء العاملين...
انشر علي twitter

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته :57: صحبة الأخيار الصالحين ومجالسة العلماء العاملين :57: تربية الناشئة من الأمور التي اهتمّت بها كلّ الأمم قديماً وحديثاُ،...

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:57:

صحبة الأخيار الصالحين ومجالسة العلماء العاملين

:57:

تربية الناشئة من الأمور التي اهتمّت بها كلّ الأمم قديماً وحديثاُ، ونالت في ديننا عناية كبيرة وأولاها نبيّنا عليه الصلاة والسلام كثيراً من نصحه وتوجيهه، ولست هنا بصدد رصد وحشد الأدلّة على ذلك؛ إذ يكفيني هنا الإشارة إلى ما رواه سيدنا عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، عن نفسه فيقول كنت - وكان يومها غلاماً يافعاً- خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك( إلى آخر الحديث، ويكفيني أيضاً الإشارة إلى حديث أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغشانا ويخالطنا ، فكان معنا صبي يقال له: أبو عمير، فقال : ( يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ ).

ومن النصائح القيّمة والنفيسة التي ينصح بها المربّون: مجالسة الصالحين ومصاحبة الأخيار. وقد قالوا: أول الاستقامة صحبة العلماء بالله عز وجل.
ولعمري هي نصيحة غالية نفيسة لا يعلم نفاستها إلا من ذاق حلاوة صحبتهم ولذة مجالستهم وخدمتهم، فإنك مهما تعلمت من الكتب ومهما حفظت من المسائل؛ فإنّ هناك أشياء كثيرة ستبقى غائبة عنك لا يمكن لك أن تتعلمها إلا من خلال صحبة الرجال ومجالسة الأخيار.

:57:

ولذا عقد البخاري -رحمه الله- لها في صحيحه باباً سماه: باب استحباب مجالسة الصالحين.
وأيضاً عقد مسلم في صحيحه باباً سماه: باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء، وروى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَولهَ: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ)

ونقل الآلوسي في تفسيره عن عمرو المكي قوله: (صحبة الصالحين والفقراء الصادقين عيش أهل الجنة يتقلب معهم جليسيهم من الرضا إلى اليقين ومن اليقين إلى الرضا).

ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: يا بنى جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيى القلوب بنور الحكمة، كما يحيى الأرض الميتة بوابل السماء.

فإن لم تسنح لك الفرصة لمجالستهم، ولم يسعفك الزمان بمصاحبتهم ومرافقتهم، فقد فاتك شيء كثير، وعندئذ لتكن مذاكرة سيرهم وأحوالهم بديلاً لك عن ذلك.

:57:

فممّا تعلمت من صحبتهم ومذاكرة سيرهم وأحوالهم أنّ شيخًا من الشيوخ .. كان يتعمّد شراء حوائج البيت من أكل وخضرة وغيرها بنفسه؛ مع أنّ محبيه كانوا يتمنّون خدمته في ذلك، ولكنّه كان يغافلهم ويحضرها بنفسه، حتى إنّه كان إذا اشترى صحن حمص يحمله من داخل عباءته حتى لا يراه أحد محبيه فيأخذه ويحمله عنه، وكان يقول في سبب حرصه على ذلك: إنّ من الذنوب مالا يكفرها إلا السعي على العيال.

وكان بعض الصالحين لا يشتري من الخضرة إلا أجودها ومن الفاكهة إلا أطيبها، وإذ به مرة -كما يقول تلميذه- يقف ليشتري من بائع الخضرة ما تبقى لديه من البندورة التي وصلت حدّاً من التفسخ ما جعلها إلى الحموضة أقرب، وأنّها إن صلحت فلن تصلح إلا للعصر، فقلت له: يا سيدي لم أعهدك تشتري مثل ذلك قبلاً فما الذي دعاك إلى هذا؟ فقال يابنيّ: إن لم أشتر منه هذه البندورة التي رأيت فستبقى عنده وتفسد وتسبب له من فقره- ألماً وأسىً في نفسه، فأحببت أن لا يصيبه هذا الأسى، وإذ به بعد ما مشى خطوات يدفعها إلى فقير من الفقراء.

:20:

وهذا آخر يحدثني عن أحد شيوخه أنه كان يمشي آخر النهار فيقف عند أحد الباعة وقد بقي عنده من الخضرة أو الفاكهة الشيء ليس بالقليل، فيقول له: بكم تبع هذه المتبقية لديك؟ فيقول: بكذا، فيقول له: اشتريتها، فيدفع ثمنها ويأخذها ويمضي، فقلت له لم تفعل هذا؟ قال: يا بنيّ! إنّ هذا البائع ذو عيال، ويريد أن يذهب بعد تعب هذا النهار الطويل إلى عياله، والليل قد أزف، وهو جالس وراء بضاعته لن يذهب قبل أن يبيع ما تبقى لديه من خضرة أو فاكهة فأشتريها منه حتى يذهب إلى عياله ويستريح!

وهذا آخر من أهل العلم يقول عنه تلميذه: كان إذا اشترى شيئاً لا يقول للبائع بكم الكيلو؟ ولكن يقول له: أعطني بمائة، مثلاً، أو ما شابه، ويبرّر ذلك فيقول: حتى لا يكون له عندي لو زاد الوزن ولا يكون لي عنده إذا نقص الوزن، فينجو كلانا من أن نكون ممن توعدهم الله تعالى بقوله: (ويل للمطففين).

:57:

وسمعت عن أحد الأخيار أنه كان يقول: اشتر خضرتك وفاكهتك ولا تنتقيها بنفسك فتأخذ له زينة بضاعته فتحزنه، ولكن دعه يضع لك ما يختاره لك بيده حتى لا تأخذ شيئاً هو في نفسه وعينه فربما لا يبارك لك فيه.

:20:

وأيضاً مما كنت أسمعه من بعض الأفاضل أنه يقول: إذا اشتريت من بائع فقير فاشتر ولا تفاصل فإنه بحاجة للقليل الذي لا يضرك، واحتسب ما أردته بالمفاصلة صدقة. وهذا مأخوذ من الحديث الشريف: "رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى".

:20:

وممّا حدث معي في أول رحلة لي للحج وذلك منذ ما يزيد على ثلاثين سنة، أني كنت بصحبة أحد شيوخي الصالحين، وبينما نحن في الطريق بين المدينة المنورة ومكة -وكنّا يومئذ في سيارة خاصة- إذا بشيخنا يأمرنا بالتوقف، فامتثلنا لأمره مستغربين وقوفه في صحراء تلتهب من حرّ الشمس، وفي طريق لا شيء فيها غير الرمال والجبال والوديان، وإذا به ينزل من السيارة وبيده بعض الملابس والحوائج يحملها، ويسلك طريقاً وعرة تنتهي إلى واد عميق، فيقصد أسفل الوادي حيث توجد عائلة بدوية معدمة فيلقي لها بالملابس والحوائج ويعود أدراجه إلينا، وأنا وصحبي مندهشين لهذا المشهد، فيقول لنا: لا يفطن لأمثال هؤلاء أحد فأحببت أن أنال أجرهم.

قال بعض الحكماء : مجالسة العلماء ترغبك في الثواب , ومجالسة الحكماء تقربك من الحمد وتبعدك عن الذم , ومجالسة الكبراء تزهدك فيما عدا فضل الله الباري تعالى.
وعن الشافعي -رحمه الله- : ثلاثة تزيد في العقل: مجالسة العلماء، ومجالسة الصالحين، وترك الكلام فيما لا يعني.




:20:

منقول للفائدة الأخلاقية
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : صحبة الأخيار الصالحين ومجالسة العلماء العاملين...         المصدر : منتديات الاميرة يارا         الكاتب : الاميره يارا



wpfm hgHodhv hgwhgpdk ,l[hgsm hguglhx hguhlgdk>>>

الاميره يارا غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس