عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2018, 02:10 PM
  #1
الاميره يارا
 الصورة الرمزية الاميره يارا
 
تاريخ التسجيل: Jan 1970
المشاركات: 19,394
معدل تقييم المستوى: 10
الاميره يارا is on a distinguished road
افتراضي العفو عند المقدرة
انشر علي twitter

فتح غني باب داره ليلقى وجه رجل غريب ، سأله الرجل بأدب معروفا ، وبدا ثوبه رثا ومثقبة ، رق قلب الغني له ، لكنه ارتاب منه ، فأدار ظهره وسأله عن مطلبه

فقال: إني فقير معدم ، ومنك يرجی الكرم.

قال الغني: من أين أتيت
وهل أنت فقير حقا لا يبدو عليك الفقر

قال الفقير: أتيت من بلد بعيد ، ربما لا تعرفه ، بيننا وبينه مسافات ، فررت من ظلمي لنفسي لكن الله عاقبني … وندمت حق الندامة ، وهل بعد ما أنا فيه من ملامة

وتابع يقول: كنت رجلا غنيا ، ولا أحفل بالفقير ، ولا أرق ليتيم أو معسر ، بل كان همي جمع المال ، من كل مكان وبأي وسيلة ولو ترتب على ذلك ظلم أو أذية.

طأطا الرجل رأسه خجلا ،
وقال: وفي يوم وضعت في مخزني مالا وفيرا وأشياء غالية الثمن ، فأراد الله معاقبتي واحترق كل ما أملك ولم يبق إلا الرماد ، فبعت الأرض والذهب لأسدد بعض ديوني فلم تف بنصف ما أنا مطالب به فخرجت هائما على وجهي هاربا من ظلمي لنفسي أدعو الله أن يغفر لي ويسامحني على إساءاتي...

أنصت الغني لكل الكلام وأمسك دمعة كادت تسقط من عينيه ثم قال بعد هنيه : هذه أموالي فخذ منها ما تشاء.

ظن الفقير أن الغني يستهزئ به ، وأخذ منه صرة كبيرة ، اعتقد أنها تحوي على بعض الطعام ، وكانت مليئة بالمال والذهب.

وقال له: هيا اذهب من هنا وابدأ حياتك من جديد.

اقترب ابن الغني وقد سمع الحوار.

فقال الأب: لا تستغرب يا بني ، أتذكر آثار الأسواط على ظهري إنها

من أعمال هذا الرجل ، فقد كنت أعمل عنده جمالا وهربت منه لكثرة ظلمه وسقطت دمعة حارة من عين الأب ثم تابع يقول لقد أوقعه الله بين يدي ، وكنت في الماضي مصرا على رد إساءاته ، أما الآن وبعد أن رأيته ، عفوت عن ظلمه وأعطيته ما رأيت ولم أذكره بنفسي.

ومضى الابن فخورا بأبيه لأنه كان يعرف مقدار معاناة الأب مع سيده قديما ، ولكنه أبى أن يرد الإساءة بالإساءة والظلم بالظلم…

بل كان حقا مثال العفو عند المقدرة .
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : العفو عند المقدرة         المصدر : منتديات الاميرة يارا         الكاتب : الاميره يارا



hgut, uk] hglr]vm

الاميره يارا غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس