ويرأس هذا الإحتفال الصوفي رئيس الصوفية في العائلة ، و قد يُحيون كذلك حلقات الذكر الصوفي كجزء من الإحتفال بالعرس عامة و بخاصة العريس.
أمــــا في القرية فيلتف الرجال في ساحات البيادر ، فيغنون و يدبكون و قد يقوم شاعر شعبي بالغناء للحاضرين و"يشعر" لهم و يحي حفلتهم في "تعليلتهم " بالعديد من القصائد ذات الدلالات والمعاني العميقة و بمصاحبة الربابة .
و تبدأ سهرة الرجال بنشاطات الشباب المتمثلة بالدبكة ، حتى إذا ما هدأ الجو جاء دور الشيوخ وكبار السن الذين يرقصون و يدبكون و يغنون الأغاني الشعبية التي يرددون نغماتها على صوت تصفيق الأيدي . و اشهر هذه الدبكات والرقصات "الدِحيّــــــة" التي تبرز فيها على قدرتهم على الصمود في هذا الجو الساخن وفي التراص الشديد على الأكتاف . ومن هذه الأُغنيات "السحجة" التي يغني الرجال فيها بصفين متقابلين يُغني صف ويرد عليه الصف الآخر .
ومثال على ذلك :
مسيك بالخير مسي لي عَ أبو صالح-- رجال طيب وفي ميزان العقل راجح
ويرد عليه الصف المقابل:-
ميسك بالخير مسي لي عَ أبو محمود -- رجال طيب وفي بيت الكرم معمور
ويغني الرجال كذلك أغاني عديده أشهرها دلعونا و ظريف الطول و اللتان يمكن أن تغنيهما النساء كذلك ، ومنها ما يغنيه الرجال للعريس وهم في طريقهم الى بيت العروس (الزفة).
ويسهر النساء ويرقصن داخل البيوت ويغنين أغاني متوارثه بمصاحبة التصفيق و الطبلة.
و كان بعضهم وبخاصة الميسورين في المدينة يستضيفون في بعض الأحيان مطربة شعبية محترفة لتحي السهرات ، ويلاحظ في هذه الأغاني الاشارة بأهل العريس للزفاف وذكر مناقب العروسين و أهلهما
فتغني النسا ء في المدينة :
يــــا مـــال الشـام -- ويلا يــــا مــالي
طـال المطـال يا حلوه تعــالي-- طـــال المطـــال طـــال وطـــول -- يوم يا لطـــيف ما كان على بـالي
يـــامـــال الشـــام علــى هواكي -- أحلى زمـــان قضـيتوه معــاكي
لميـــن هالدارالكبيرة و الفرح فيهـا كثـير -- هذي دارك ياأبو احسان ياريت عمرو طويل
لميـن هالصحن و العـــسل مــنه بسـيل -- هذي دارك يا أبو احسان وياريت عمرو طويل
* *وتظل النساء تغني حتى تذكر أغلب أقارب العريس.
يارب يصير الفرح ونعلق البنور
ونفرح القلب اللي صارله زمان مكسور
يارب يصير الفرح ونبيض الليوان -- ونفرح القلب اللي صارله زمان حزنان
وتغني نساء ترقوميا:
يالمونا يا حامل على امــــــه -- بيجو على بيوتنا اللي بحـــــبونا
يا تفاحنا يا حامل على امـــــه -- بيجو على فراحنا اللي بحبـــونا
وقد كانت النساء في مدينة الخليل تتباهى بعذوبة صوتهن فتسعى كل منهن ان تغني منفردة و ترد عليها صويحباتها و قراباتها فنجد ان كثير من النزاعات التقليدية تبرز في العديد من الأغنيات كنزاع الحماه و الكنه :
امو يا امو يخليلوا امو --سبع كناين تعبر على امو جابتلي بصل و ما باكل بصل --على شهر العسل لحقتني امو جابتلي فقوس و ما باكل فقوس --(حيه بسبع روس تقرصلي امو ) جابتلي فقوس و ما باكل فقوس --على العروس لحقتني امو
و تغني نساء ترقوميا :
خالد عريس و كل الناس تغنيلو -- خالد عريس و كل الناس تغنيلو
قو مي يا امو من قلبك زغريديلوا-- قو مي يا امو من قلبك زغريديلوا
أبو خالد لا تؤخذ على بالــــــــك-- العز عزك و النشامى قدامــــــــك
خيّ يا رائق لا تؤخذ على بالك-- العز عزك و الصبايا قدامـــــــــــك
و أبو خالد يا كوم الذهب الأصفر-- و يا اللي بين الخلق و الناس بيتمختر
و نلاحظ هنا سعي المغنيات إلى إرضاء أقارب العريس ممن لم يتزوجوا إلى ان دورهم قريب فلا داع لأن يزعلوا.
كذلك تقلن :
دقـــه يا صبايــا دقـــه -- مرينا عن الميه الزرقه
عــازمنا يـــا اخي فــلان -- و مشينا دقـــه دقـــه
وين بدكوا يا ضيوف العيله-- عند أبو فلان تعليلــــه
وين بدكوا يا ضيوف المغفر -- عند أبو فلان العسكر
و تغني نساء نوبا :
على نوبا مرق عني و راحي -- كلهم شباب حمالين سلاحي
وسط الخليل مرق العريس -- كلهم شباب شرطه مع بوليسي
و من الأغنيات التي تغنى عندما ترقص أم العريس و أخواته في الساحة أو " الحويطه"
رن السيف عالدرج و زغرت أنا فلان قال يا يما اتجوزت أنا
رن السيف عالدرج و أنا هايب فلان قال يا يما أنا خاطب
رن السيف عالدرج وسال الدم فلان قال يا يما و بيزول الهم
خوات العريس بلعبن بالسيف يا دار أبوهن مقعد للضيف
خوات العريس يلعبن عالخنجر يا دار أبوهن مقعد للعسكر
خوات العريس يلعبن عالخاتم يا دار أبوهن مقعد للحاكم
دقه و ارقصن يا (ترقوميات ,سعيريات،يطاويات،….الخ) ياخي فلان عالسرايا فات
وتغني نساء سعير :
لا تبيع رجالك ياخي لا تبيع رجالك -- ترى الأعادي و سيه
قدامك
خيـلنا مع خيـلك يـا شـب فلان -- خـيلنا مــع خيلـــك
يـا مطلع القهوة بطرف ردنيـــك -- يا شب فلان خيلنا مع خيلك
فـلان و اخوته ركبـين الــخـيل -- زغرديلهم يا أم فلان يا اصيــــــله
و تشجع النساء الرجال في الدبكة في السهرة بقولهن :
وشين عال ذروه يا بنات -- سحجيوه حلـــــوه للشــــــباب
وشين عازبود يا بنات -- سحجيوه وطخ بارود للشباب
وشين عال حصة يا بنات -- سحجيوه و نصــــه للشــــــباب
و تشتهر الكثير من الأغاني في هذه السهرات منها .
دلعونا :
و هي اشهر أغنية يتداولها الشعب الفلسطيني عموما و منه المجتمع الخليلي سواء في القرية أو المدينة . و تحتضن هذه ألاغيه آمال المعنيين و تفكيرهم و حبهم لوطنهم و مشاكلهم السياسية و الاجتماعية .و يصاحب هذه الأغنية في سهرات الرجال الناي أو المجوز أو الربابة و عند النساء الطبلة كذلك يمكن ان تُغنى جماعياً أو فرادى بحيث يؤديها ذو الموهبة الموسيقية و الحس المرهف و القدرة على الارتجال لحناً و نصاً و يمتلك ذاكرة قوية ، للحبيب و الوطن و منها :
على دلعونا على دلعونا -- نسم يا هوا الغربـــي الحـــنونا
على دلعونا على دلعونا -- فلسطين بلادي و أمي الحنونا
على دلعونا على دلعونا -- راحوا الحبايب مـــا و دعونـــا