صنع المعروف لا يضيع ابداً
هذه القصة الحقيقية دارت في اسكتلندا ،
حيث كان يعيش فلاح فقير يدعى (فلمنج)
كان يعاني من ضيق ذات اليد والفقر المدقع ،
لم يكن يشكو أو يتذمر لكنه كان خائفـًا على ابنه ،
فلذة كبده ، فهو قد استطاع تحمل شظف العيش.
ولكن,ماذا عن ابنه... ؟
وهو مازال صغيرًا والحياة ليست لعبة سهلة ،
إنها محفوفة بالمخاطر ...!!
كيف سيعيش في عالم لا يؤمن سوى بقوة المادة... ؟
ذات يوم وبينما يتجول (فلمنج) في أحد المراعي ،
سمع صوت كلب ينبح نباحًا ..مستمرًا ،
فذهب (فلمنج) بسرعة ناحية الكلب...
حيث وجد طفلاً يغوص في بركة من الوحل,
وعلى محياه الرقيق ترتسم . علامات الرعب والفزع ..!!
يصرخ بصوت غير مسموع من هول الرعب.
ولم يفكر (فلمنج) بل قفز بملابسه في بحيرة الوحل ،
أمسك بالصبي وأخرجه وأنقذ حياته.
وفي اليوم التالي..
جاء رجل تبدو عليه علامات النعمة والثراء،
في عربة مزركشة تجرها خيول ومعه حارسان ،
اندهش (فلمنج) من زيارة هذا اللورد الثري.
له في بيته ...!!!
هنا أدرك إنه والد الصبي الذي أنقذه فلمنج من الموت.
قال اللورد الثري :
( لو ظللت أشكرك طوال حياتي ، فلن أوفي لك حقك ،
أنا مدين لك بحياة ابني ،
اطلب ما شئت من أموال أو مجوهرات أو ما يقر عينك ).
أجاب فلمنج:
( سيدي اللورد ، أنا لم أفعل سوى ما يمليه عليّ ضميري ،
و أي (فلاح) مثلي كان سيفعل مثلما فعلت ،
فابنك هذا مثل ابني والموقف الذي تعرض له
كان من الممكن أن يتعرض له ابني أيضا ).
أجاب اللورد الثري:
( حسنـًا ، طالما تعتبر ابني مثل ابنك ،
فأنا سآخذ ابنك وأتولى مصاريف تعليمه ...
حتي يصير رجلاً متعلمًا نافعًا لبلاده وقومه).
لم يصدق (فلمنج) طار من السعادة ..
أخيرًا سيتعلم ابنه في مدارس العظماء ،
وبالفعل تخرج (فلمنج) الصغير من مدرسة سانت ماري للعلوم الطبية ، وأصبح الصبي الصغير رجلاً متعلمًا بل عالمًا كبيرًا ..
نعم ؛ فذاك الصبي هو
نفسه سير ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين penicillin في
عام 1929 ،
أول مضاد حيوي عرفته البشرية على الإطلاق ،
ويعود له الفضل في القضاء على معظم الأمراض الميكروبية ،
كما حصل ألكسندر فلمنج على جائزة نوبل في عام 1945.
لم تنته تلك القصة الجميلة هكذا...
بل حينما مرض ابن اللورد الثري بالتهاب رئوي ،
كان البنسلين هو الذي أنقذ حياته .
نعم مجموعة من المصادفات الغريبة ،
لكن انتظر المفاجأة الأكبر ،
فذاك الصبي ابن الرجل الثري
( الذي أنقذ فلمنج الأب حياته مرة وأنقذ ألكسندر
فلمنج الابن حياته مرة ثانية )
رجل شهير للغاية ، فالثري
يدعى اللورد راندولف تشرشل ، وابنه يدعى ونستون تشرشل ،
أعظم رئيس وزراء بريطاني على مر العصور ،
الرجل العظيم الذي قاد الحرب ضد هتلر النازي
أيام الحرب العالمية الثانية .
ويعود له الفضل في انتصار قوات الحلفاء
(انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد
السوفيتي ) على قوات المحور ( ألمانيا واليابان ).
هذه الحكاية العجيبة بدأت...
بفلاح اسكتلندي بسيط فقير أنقذ طفلاً صغيرًا ،
فعلا عمل الخير لا ينتهي أبدًا والمحبة لا تسقط أبدًا.
■الحكمـــــــــــــة
باختصار شديد جدًا:
1-
إذا عملت معروفـًا فلا تنتظر شكرًا من أحد،
ويكفيك ثواب الواحد الصمد، وثق تمامًا بأنه لن يضَـيع أبد.
2-
الحكمة الحقيقية هي ان الله مدبر الكون..
و ييسر لتحقيق ذلك الاسباب التي يضن البعض
انها مصادفت غريبه بينما هي تدبير الحكيم العزيز.
ألم يوضع سيدنا موسي في اليم ..
لا ترعاه الا العناية الالآهية و يتبناه اشد الناس كفرا بالله
انذاك لينمو ذلك الطفل و يقضي على ذلك الجبار الجحود...؟
قصه غريبه و لكنها تمت بتدبير حكيم عزيز.
للمزيد من مواضيعي
wku hgluv,t gh dqdu hf]hW