مساء الورد
طلبت معلمة من تلاميذها أن يخرج كل منهم زرقة ، و يكتب قائمة بأسماء زملائه في الفصل
مع ترك مساحة فارغة بين كل اسم و الآخر . ثم سألتهم أن يفكروا في أجمل شيء يمكن أن يقوله عن كل زميل . ليكتبه تحت اسمه .
جمعت المعلمة الأوراق يوم العطلة .. كتبت كل اسم في ورقة مستقلة ، و تحته قائمة بما قاله الزملاء عنه ... و مع أول الأسبوع أعطت كل طالب الورقة التي تحمل آراء الأخرين فيه .
بعد برهة بدأ الفصل يبتسم ، و ترددت في أرجاء الفصل عبارات مثل :
حقاً ؟ لم أكن أعرف أن الأخرين يحبونني هكذا !
مر اليوم و نسي التلاميذ أمر الأوراق ، و لكن الاختبار أنجز غرضه .. و أتى ثماره .
فالصغار كانوا سعداء بأنفسهم و بزملائهم الأخرين .
كبرت المجموعة من الطلاب و تخرجوا من المدرسة و صار أحدهم ضابطاً و قتل في حرب فيتنام ، و حضرت المعلمة جنازته ... كان وسيماً و ناضجاً امتلأت الكنيسة بأصدقائه القدامى و أحاطوا بالنعش ، .. و كانت المعلمة آخر من بارك الجثمان .
فجاء إليها أحد الجنود و قال لها ( هل أنتِ معلمة الرياضيات ) أومأـ بالإيجاب فقال الجندي
لقد كان مارك يتحدث عنك كثيراً ، بعد الجنازة جاء والد مارك و والدته للتحدث مع المعلمة
( نود أن نريك شيئاً ) و فتح والده محفظته و أخرج بحرص ورقتين صفراوين مرمتين بشرائط لاصقة ، لقد وجدنا هذه فوق جثمان مارك حينما قتل ... تعرفت المعلمة على الورقتين
فهي قائمة الصفات الطيبة التي كتبها زملاء مارك عنه
نشكرك كثيراً على فعل هذا قالت والدة مارك و هي تغالب دموعها .
كما ترين مارك يعتبرها ثروته ..
شرع زملاء مارك القدامى في التجمع حول الأم و الأب و المعلمة ، و حول الورقة الثمينة
ابتسم تشارلي ببعض الخجل و قال أنا أيضاً ما زلت احتفظ بقائمتي بدرج مكتبي
و قالت زوجة تشاك طلب مني تشاك أن أضعها في ألبوم زفافنا ... و تمتم الزملاء
أظن أننا جميعاً نحتفظ بقوائمنا .
جميل أن نخبر الذين نحبهم أنهم مهمين و استثنائيون في حياتنا .
دعونا نخبرهم أنهم يعنون الكثير لنا ، قبل فوت الأوان ....
من مفكرتي
منى
للمزيد من مواضيعي