فقدتُ جوالي ... فوجدت قلبي

الاميره يارا

مساء الورود

فقدت جوالي .. فوجدت قلبي
أ. د . طه عابدين
سافرت إلى اندونيسيا في الأيام الماضية بلد الجمال و الصفاء ، في رحلة سامية المقاصد مع رفقة طيبة
و عند وصولي إلى جاكرتا فقدت جوالي ذات الموصفات العالية و القيمة الغالية .
و كنت في أشد الحاجة إليه للتواصل مع أهلي و أصحابي ، و متابعة أعمالي ، و تصريف مسؤولياتي
و مما أحزنني أكثر ضياع معلومات مهمة بداخله .
و لكن سبحان الله قذف الله في قلبي اليقين بأن من وراء ذلك حكم و لطائف كثيرة ، و لذا مباشرة احتسبته عند الله و سألت الله أن يعوضني خيراً مما فقدت
فكان أعظم ما عوضني الله تعالى به هو أن وجدت قلبي الذي قد فرقه الجوال في أودية سحيقة
بين كثرة الاتصالات التي تتطلب رداً و بين كثرة الرسائل التي منها شاغل للفؤاد صارف للبصر
فعشت عشرة أيام لم أستقبل فيها مكالمة ، و لم أقرأ واتس ، أو تغريدات و لا غيره
و بدأت تجربة العيش دون جوال ، فعشت فترة من الهدوء و الصفاء اعتبرها من أمتع أيام حياتي
اجتمع فيها قلبي و بصري في التفكر في آيات الله ، و تفرغ لساني لذكر الله ،
و عرفت أن الوسائل العصرية كما أعطت أخذت ، أخذت من عافيتنا و ديننا فجلبت إلينا الكثير من الأمراض ...
و شغلتنا عن العبادات ... و قطعت علينا الكثير من الجلسات مع أهلنا و أصحابنا
و زاحمت سلم أولوياتنا ... فشغلتنا بالمفضول عن الفاضل ، و بالغث عن الثمين
و علمت أن متعة الحياة في تفرغ القلب لله عز و جل و هي الحياة المثلى التي اختارها الله تعالى لرسوله
تلك الحياة التي قلت فيها الصوارف ، و اجتمع فيها القلب لله
فخرجت من هذه الرحلة بقرار حاسم بحيث أخفض تعاملي مع الجوال بنسبة 70% و هذا يتطلب الآتي :
1- الخروج من تلك المجموعات الكثيرة التي أضافني فيها بعض من طلابي و أصدقائي
2- الرد على المكالمات المهمة و في مساحات ضيقة من الوقت لأن الإنسان إذا كان في بيته غير ملزم بالفتح لكل طارق فكيف بجواله
3- التعامل مع خدمات الجوال الأخرى في أوقات محددة من اليوم ، خاصة مع كثرة الرسائل التي تنهار عليك كالمطر .
لقد حمدت الله الذي أخذ مني الجوال و عوضني بقلبي بدل منه
كما قال يوسف عليه السلام بعد ما مر فيه من الابتلاء :
{إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم }
تم
من مفكرتي
منى
:+133+:

للمزيد من مواضيعي