لم يكن غريبا أن تم إطلاق لقب “المايسترو” على روجر فيدرر

الوداع يا عمري

أنت لا تدري ماذا يفوتك , تلك الافتتاحيات القوية تجري الدم في عروقي , لكن كي أكون صادقا , بعد ذلك يبدأ الملل , لذلك توقفت” ضحك “ستانسفيلد” وهو يتكلم إلى ذلك الرجل بعد أن قضى على جميع أفراد عائلته محاولا تفسير لماذا لم يقتله حتى الآن.

عندما تشاهد ذلك المقطع من الفيلم العظيم Léon – The Professional لابد أن يستوقفك ذلك المشهد أما لأنه حبكة الفيلم الكبرى بالفعل , أو ربما إذا كنت تحب الموسيقى وأردت أن تعرف رأي فني في مقارنة لم تنتهي نقاشاتها حتى الآن ولن تنتهي بين عشاق الفن حول “بيتهوفن وموتسارت”.


يعتقد ستانسفيلد أن بيتهوفن لديه افتتاحيات عبقرية وقوية جدا لكنه لا يواصل بنفس الرتم , بينما يرى أن موتسارت ثابت أكثر منه لكنه اقل قوة وإقناعا , لذلك رغم قصور موسيقى بيتهوفن وعدم استمراريتها من وجهة نظره إلا انه يفضلها على استمرارية موسيقى موتسارت التي لا تمنحه تلك الدقائق المجنونة كما تمنحها له دقائق بيتهوفن المجنونة وان كانت قليلة بنظره.

الجنون الذي يعيشه ستانسفيلد يجعله يربط جرائمه ودمويته بموسيقى بيتهوفن الراقية , ستانسفيلد في الفيلم هو شخص مجنون , يبحث عن أي شيئ يحقق سعادته ويشبع جنونه , في الواقع داخل كل واحد منا شخص مجنون يبحث عن نفس الغاية , يريد أن يشعر بالسعادة والفرح ويريد ان يستمتع , لا عجب انك لا إراديا ستربط أي شيئ يحقق سعادتك ومتعتك بأشياء غير منطقية نظريا.

العالم العبقري البرت اينشتاين كان يربط الرياضيات بالموسيقى ويقول ان الرياضيات والموسيقى وجهان لعملة واحدة , شيئ مجنون بالنسبة للكثيرين خصوصا ممن يجدون الرياضيات معقدة , لكنه ذلك الشعور المجنون عندما تفعل شيئا تحبه بأكثر شيئ تحبه.

لم يكن غريبا أن تم إطلاق لقب “المايسترو” على روجر فيدرر , السويسري يملك صفتين تجعلان هذا اللقب يلتصق به التصاقا , هو يلعب تنس سهل بسيط يسحر العين والإنسان بطبعه يحب السهولة ويحب من يسهل الآمور عليه , لم يجد الجمهور لاعبا يجعل التنس يبدو سهلا مثله , تماما كما تشاهد عارف “الكمان” يعزف وتعتقد ان ما يفعله شيئ سهل بتحريك تلك العصا على جسم الآلة فقط , لكن ما أن تحاول أن تعزف حتى تكتشف أن الموضوع أصعب من التفاضل والتكامل في الرياضيات , هل تذكرتم اينشتاين ؟

الآمر الثاني المميز في فيدرر هو استمراريته على طول الخط بنفس الرتم ونفس القوة , ربما لو كان ستانسفيلد مشجع تنس كان سيستمتع بمشاهدة مبارياته ونقاطه وهو يستمع إلى موسيقاه المجنونة , ببساطة فيدرر سيحقق له أطول مدة من تلك الحالة المجنونة التي يعيشها , لكن الخوف كان سيكون أن ينتقل إلى ارتكاب جرائمه بعد مشاهدة مباراة له !

للمزيد من مواضيعي