(إِنْ عُزِلَ الحَجَّاج قد يتولاها القردة)
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خسأت المظاهرات وخاب مجوزوها أن ينصر الله من خالف شرعه ولم ينصر من أخطأ من السلف الصالح لينصر الخلف الطالح
(إِنْ عُزِلَ الحَجَّاج قد يتولاها القردة)
"من مفاسد المظاهرات:
- إنها تطفئ الحماس المتوقد لدى الشعوب بأمرٍ ليس وراءه جدوى فعلية!!فيشعر المشارك بعد جهده البدني الذي بذله في مسيرته أنه قدَّم شيئاً مع أن الواقع لم يتغيّر.
- كما أنها تنافي الوحدة و الاجتماع الذي أمر به المسلمون عندما يتظاهر فئات ضد فكر أو مقصد يتبناه غيرهم.
- وهي أيضاً تتيح المجال لمن يريد الإفساد والتخريب إذ يضيع الجاني بين مئات المتجمهرين، وهي مرتع خصب لمثل هذه الأحداث بل قد يفعلها بعض المتظاهرين إطفاءً لحماسٍ أو إظهاراً لغضب.
- ولذا فهو يدعو للمواجهة مع الطرف المتظاهر ضده، ولو كان المتظاهرون لم يتهيئوا لمثل هذه المواجهات.إذ أعطوا له إحساساً بوجود قد يكون أكبر من حجمه الحقيقي.
- وهو إضافة لكل ذلك يتيح المجال لأصحاب الأفكار الدخيلة و المبادئ الوضيعة المنبوذة إبداء رأيهم والمطالبة برغباتهم.
- أضف لذلك تعطيل مصالح الناس لإغلاق المكاتب وزحام الطرقات و الأذى الذي يلحق المتظاهرين إذا حصل صدام مع أجهزة الأمن.
ومن تتبع ما وقع من مظاهرات في البلاد الإسلاميّة قديماً وحديثاً علم أن نفعها لا يوازي ما أدت إليه من ضرر بأهلها وغيرهم.
و من أراد التغيير :فآية التغيير في كتاب الله عزوجل :(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
فسفك الدماء وذهاب النظام وغياب القانون وغيرها من الأمور التي عادة ما تحدث إبان الثورات والانقلابات العسكرية... توجب علينا أن نلتزم بقاعدة "درء المفاسد أولى من جلب المصالح"..فلا ننابذّ الحاكم حتى لو عاثّ في الأرض فساداً، وسام الناس ظلماً وطغياناً إذ كل هذا يهون أمام مفاسد الخروج!
ويؤكد ابن تيمية هذا الرأي فيقول في كتابه "منهاج السنة النبوية": "لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان خروجها من الفساد أعظم من الفساد الذي أزالته"
كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة.
وعن الحسن البصري أنه سمع رجلا يدعو على الحجاج، فقال له: "لا تفعل، إنكم من أنفسكم أتيتم، إنما نخاف إن عزل الحجاج أو مات أن يتولى عليكم القردة والخنازيرفقد روي أن أعمالكم عمالكم، وكما تكونوا يُوَلَّى عليكم"
ومُجَوِّزُو المظاهرات يدورون في فلك عقولهم ولم يأتوا بدليل من الشرع وكل ما عندهم أخطاء لبعض الصحابة لا حجة فيها يرده موقف جمهور الصحابة
ففي مثل هذه المواقف والتجمعات يتيسر لكل أحد إبداء رأيه ولو كان من أراذل الناس وسفهائهم وهذا من الأمور التي لا تحمد عقباها وإندساس أصحاب النوايا الفاسدة بين المتظاهرين وهذا لا يخفى على أحد ، فهناك بعض العصابات لا يتيسر لها العمل إلا في مثل هذه المواقف التي يحتشد فيها الناس وخصوصا إن كانوا من المسلمين فيجعلونهم كغطاء وستر ليتمكنوا من تحقيق مآربهم .وفتح الباب أمام الفسقة والكفرة للتعبير عن آرائهم والمطالبة بمعتقداتهم وأسوتهم في ذلك صاحب المظاهرات لأنك إن طالبت بما تريده وتراه حقا ووجدت آذاننا صاغية وأقلام سيالة وأبدن قوّاّمة تحقق مطلوبك إقتدى بك هؤلاء لأنك كنت لهم خير دليل .
وأخيرا إظهار المسلمين في مظهر العجز والذل ، فالمتظاهر لم يستطع تحقيق ما يريده ويرمو إليه بوسائل القوة ، فاتجه نحو المظاهرات التي تعد ملاذه الأخير في حين تعتبر صورة من صور العجز والذل..قال تعالى :( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
في هذه الآية الكريمة أن المؤمنين ، إن نصروا ربهم ، نصرهم على أعدائهم
وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة ، وبين في بعضها صفات الذين وعدهم بهذا النصر كقوله تعالى :( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) و بين صفات الموعودين بهذا النصر في قوله تعالى : (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)
وهذا يدل على أن الذين لا يقيمون الصلاة ، ولا يؤتون الزكاة ولا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر ليس لهم وعد من الله بالنصر البتة . فمثلهم كمثل الأجير الذي لم يعمل لمستأجره شيئا ، ثم جاءه يطلب منه الأجرة .
فالمتظاهرون الذين يقولون : إن الله سينصرنا - مغرورون .لأنهم أولا: ما نصروا الله بنصر دينه بالحكم بكتابه, وامتثال أوامره, واجتناب نواهيه
ومن أوامره:(تسمع وتطع للامير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )رواه مسلم
فإذًا ليسوا من حزب الله الموعودين بنصره كما لا يخفى "
للمزيد من مواضيعي
(YAkX uE.AgQ hgpQ[~Qh[ r] dj,ghih hgrv]m)