وداعــاً أيـُها الحـــــب قصة قصيرة
شعر بالضيق يلاحقه ، وألم رهيب يجتاح صدره وغصة تخنقه
لم يدري السبب ، حاول الهروب من هذا الشعور المميت ،
خرج مع الأصدقاء ، ذهب إلي السينما ،
جلس على المقهى ، غالب النوم لكي يستريح ،
حاول ، وحاول ..... ولكن
باءت جميع محاولاته بالفشل ، أخيراً جلس وحيداً في غرفة المكتب بعيداً
عن صخب الأصدقاء وصوت التلفاز المرتفع ، جلس في الظلام ما عدا الضوء
المتسلل من غرفة الاستقبال حيث الأصدقاء ، السكون يغلف المكان
لا شيء سوي الصمت ودقات قلب عميقة وكأنها صدى صوت
أنبعث من أحد الكهوف ، سؤاله الحائر لم يعطيه الجواب لم هذا الشعور الغريب ؟ ، ولم هذا الاستسلام ؟ أتراها نوبة يأس وقنوت كالتي اعتاد عليها ،،،،،
والتي كان بكل سهولة يهزمها ،
عندما يتذكر تلك الطعنة الغادرة ممن أحب، وقسمه وكلماته
يوم سفره لأمه الحبيبة : ( لن أعود يا أمي من غربتي إلا وأنا أحد الأثرياء ،
ونجاحاتي يسمع بها القاصي والداني )
لكن لما اليوم الأمر أثقل وأثقل ؟ ، لم هذا الشعور يكاد يقتله ؟ ،
تساؤلات ، وصراع حقيقي ، وحوار مع النفس ،
لم يفض هذا الاشتباك سوى صوت هاتفه وطنينه على المكتب الخشبي
أمسك الهاتف ، لكن قلبه خفق بألم ، تحامل على نفسه ، أجاب بصوت
ضعيف ، : ألوو ، المتصل : بصوت مهزوم خالد
نعم أنا خالد ، مين حضرتكِ ، المتصل : أنا ياسمين صديقة
برهة صمت \\\\\\\\\\\\\\\\\\ ، صديقة روز ( فيروز ) صمت ////////////////////////////////////////////
ياسمين : خالد ///// البقاء لله ، ماتت روز /////////// بكاء
حاول خالد الكلام ، أن يصرخ ، أن ينعت من تحاوره بالكذب
أن يصف تلك الدعابة بأنها رخيصة ، سخيفة ،،،،،، لم يستطع النطق
أكملت ياسمين : كان تلك وصيتها الأخيرة ، أن تغفر لها ، أن تسامحها
أن أخبرك أنك أنت حبه الأول والأخير ، أنها عاشت بل ماتت كل يوم
من بعدك ، إحساسها بأنها غدرت بكِ كان يقتلها في كل لحظة ،
لم تعرف الفرح ، لم تذق طعم السعادة ، تركت كل شيء من أجلك
ولكن //////////////// فات الأوان ، سقط الهاتف من يد خالد
كما سقطت دموعه ، انهار كما انهار هذا التحدي الذي أقسم
عليه ( أن يجعل روز تندم ، تبكي ، تتحسر ) لما تركته ؟ لم خانت حبه ؟
لم باعت من أجل وهم ؟ ......... تذكر خالد زفافها وزواجها من أحد أبناء
الأثرياء ذوي القصور والسيارات الفارهة ، تذكر لقائهما الأخير وكلماتها
المسمومة : خالد ، لما على الانتظار ، لنتحدث بصراحة ولنغلب العقل
هذه فرصة لكي أحقق كل ما حلمت به ، لكي أنعم بما حرمت منه
أحبكِ نعم ، لكن يا خالد أنت لا تستطيع أن تلبي ولو جزء بسيط
مما سأكون فيه ، خالد : لـ روز أنتي تباعين نفسكِ وكأنكِ غانية
أو جارية في سوق النخاسة ، تذكري سوف تندمين ،،،،
تذكر خالد أنها حب حياته ، أنها البسمة المفقودة على شفتيه
أنه عاش من أجلها ، نجح من أجلها ، تحدي وقاتل ليثبت لها
تذكر رقتها ، جمالها ، ضحكتها ، قبلتها على وجنتيه ، تذكر ، وتذكر ،،،،،،
شريط الذكريات يدور ، وصمت قاتل يغلف المكان ،
ودقات قلب سريعة متلاحقة ، وأنفاس تخرج بصعوبة
للمزيد من مواضيعي