منتدى عرباوي

الانتقال للخلف   منتديات الاميرة يارا > قسم الشعر والادب > منتدى القصص والرويات _قصص واقعيه قصص خياليه

منتدى القصص والرويات _قصص واقعيه قصص خياليه تحميل قصص, تحميل روايات, تحميل قصة, تحميل رواية, قراءة قصة, قراءة رواية, قصص ادبية, روايات ادبية, قصص خرافية, روايات خرافية,منتدى القصص والروايات , قصة ,رواية , قصص حقيقة ,روايات عالمية

لا ترحل ياولدي

حاولت جاهداً أن أستجمع شجاعتي ورباطة جأشي وأتمالك نفسي أمام ذلك المشهد المشحون بالعواطف والذي يدمي القلب ويرسل الدمع السخي على الوجنات مدراراً .فعلت مابوسعي كي أكبح جماح شوقي والعبرة

إضافة رد
قديم 07-18-2017, 05:00 PM
  #1
الاميره يارا
 الصورة الرمزية الاميره يارا
 
تاريخ التسجيل: Jan 1970
المشاركات: 19,394
معدل تقييم المستوى: 10
الاميره يارا is on a distinguished road
افتراضي لا ترحل ياولدي
انشر علي twitter

حاولت جاهداً أن أستجمع شجاعتي ورباطة جأشي وأتمالك نفسي أمام ذلك المشهد المشحون بالعواطف والذي يدمي القلب ويرسل الدمع السخي على الوجنات مدراراً .فعلت مابوسعي كي أكبح جماح شوقي والعبرة تخنقني. حاول إخوتي أن يضفوا جواً من المرح على المشهد ولكن ذهبت جهودهم أدراج الرياح فالشجن كان سيد الموقف .
جلست والدتي على الأريكة وقد بلغ منها الإعياء مبلغه وهي تتنهد بحرقة وألم وتسيل دموعها أنهاراً ولسانها يلهج بالدعاء فقد أزفت ساعة الرحيل وماأصعبها. طبعت قبلة حارة على جبينها ولثمت يدها الطاهرة وكانت تقبض على أصابعي بشدة مخافة أن أتركها.تعانقت أرواحنا عناق الأحبة مثل الحمائم التي تلوذ بأفراخها وتحنو عليهم.
بدأ صوتها يتهدج وشعرت بأنفاسها الحارة على صدري. هديل صوتها الحزين كان فوق احتمالي ، ترك جروحاً غائرة في النفس لم تندمل. تملكني إحساس بالعجز والغضب العارم من أولئك الحكام الذين يتشدقون بإنجازاتهم الوهمية ليل نهار ويقمعون الفكر! بدأ الصراع يتفاعل في خبايا نفسي الحائرة . تسارعت دقات قلبي وكأن جبلاً من الهموم يجثم على صدري.
كان والدي يجلس بجانب والدتي محاولاً استيعاب مايحدث ولم ينبس ببنت شفة . بدا لي متماسكاً كعادته ، صلباً وراسخاً رسوخ الجبال ولكن عاطفته الجياشة كانت أقوى . ران صمت مطبق على أرجاء المكان ولم يكسره سوى زفراته ودموعه الحارة التي بدأت تتدفق مثل شلال يغسل جدب سنوات الغربة التي أمضيناها خارج الوطن. رمقني بنظرة حانية تسللت إلى أعماق روحي التي كانت على موعد مع الغربة مجدداً .
لم يستطع أن يعبر عن مكنونات روحه المحطمة فمنذ أن أصيب بجلطة دماغية فقد على أثرها النطق وأصيبت يده اليمنى بالشلل . إنها إرادة الله ومشيئته وماأجمل الرضا والتسليم بقضاء الله. حاولت أن أتفرس في تلك العيون التي أنهكتها سنوات الغربة وتزاحمت فيها الدموع !
ياإلهي ! لم أعد أحتمل !
ماأصعب وأقسى دموع الرجال عندما تنهمر لأول مرة . لطالما كان ينهرنا عندما كنا صغاراً ، وياليتنا لم نكبر !
كان يقول أن الرجال لاتبك أبداً مهما جار عليها الزمن. ولكنه كسر القاعدة في ذلك اليوم الذي لم يمح من ذاكرتي المتعبة.
تبلدت مشاعري وأصبت بصدمة وعقدت الدهشة لساني . أصابني إعياء شديد وبدأت الأرض تدور بي وكأنني في عالم اَخر.
رفع يده اليسرى إلى السماء وأومأ برأسه مطرقاً ثم حانت منه التفاتة فإذا به يعد بأصابعه مشيراً باتجاهي كوني ولده الثالث الذي يسافر . وتحلق حوله باقي إخوتي وأخواتي في محاولة للتخفيف عنه .
حملت وطني في حقيبتي وبعض الصور والذكريات الأثيرة على قلبي ولشدة غرابتي أحسست بثقلها على غير العادة ووجدت صعوبة بالغة في حملها !
تبرع أحد إخوتي بالمساعدة وركبنا السيارة سوية في طريقنا إلى المحطة . وفي الطريق أطلقت العنان لمشاعري وبدأت أسترجع شريط الذكريات وسرحت بخيالي الحزين إلى ذلك اليوم الذي هجرنا الوطن !
قضينا شطراً من العمر على أرصفة الأحزان ودروب الغربة ومطارات الشتات ونحن نبحث عن وطن ولم نحصد سوى الشجن !
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : لا ترحل ياولدي         المصدر : منتديات الاميرة يارا         الكاتب : الاميره يارا



gh jvpg dh,g]d

الاميره يارا غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
كـــوني ثريه ً بأخلاقك ,,,, فمن لايعرفك يجهـــلك .. نور العيون المنتدى العام 4 03-16-2014 02:01 PM
عقل المرأة عندما تقرر الارتباط برجل نور العيون عالم حواء - ازياء و أناقه حواء 2 01-15-2012 06:58 PM


الساعة الآن 05:00 PM.

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024